اذا كانت الوقائع السياسية التي تلت عملية الاحد، لم تعكس نوايا تصعيدية تِبعا لما جرى، وذلك ربطاً بحركة الاتصالات الدولية المكثفة مع الجانبين اللبناني والاسرائيلي، والتي تَولّتها واشنطن وباريس في اعقاب العملية. الا انّ الوقائع الميدانية ابقت على حال الحذر قائما وان باب الاحتمالات لم يقفل بعد، فـ»حزب الله» لم يعلن صراحة ما اذا كانت هذه العملية تشكل الرد النهائي على استهداف الضاحية او ان عملية استهداف المركبة الاسرائيلية قرب مستعمرة افيفيم هي جزء مما يسمّى «ردا مجزّأ»، على استهداف الضاحية، وفي المقابل لم يخل المنطق الاسرائيلي من تصعيد، ففي حين اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو انّ العملية انتهت، قال وزير الخارجية الاسرائيلية يسرائيل كاتس امس انّ إسرائيل لا ترغب في تصعيد الموقف، لكننا مستعدون للرد بقوة على أي هجوم ضدنا، ونرى في لبنان المسؤول الوحيد عن ذلك.
 
لكن ما لفت المراقبين في الساعات الماضية، هو اعلان الجيش الاسرائيلي بانه ما يزال في حالة تأهب قصوى على الحدود الشمالية مع لبنان، وذلك بالتزامن مع تهديد جديد أطلقته اسرائيل في اتجاه لبنان و«حزب الله»، اعادت من خلاله اثارة ما تسميها «الصواريخ الدقيقة» لـ«حزب الله».
 
أتى ذلك، خلال لقاء رئيس الاركان الاسرائيلي أفيف كوخافي مع القائد العام لقوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان الجنرال ستيفانو ديل، حيث اعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان كوخافي قال خلال اللقاء: «إنّ الجيش الإسرائيلي لن يقبل مشروع الصواريخ الدقيقة التابع لـ»حزب الله» على الأراضي اللبنانية»، مضيفاً أنه «يجب على لبنان واليونيفيل العمل لوقف مشروع الصواريخ الدقيقة التابع لإيران و«حزب الله» في لبنان، وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 بشكل دقيق، الوضع القائم اليوم لا يمكن التسامح معه».