"متى بدأ الإنسان في إفساد كوكب الأرض، أو ما يطلق عليه سيناريو كوكب الأرض الأسود".. نشرت مجلة "ساينس" العلمية المتخصصة دراسة علمية حديثة عن السؤال الذي يراود الكثيرين، مشيرة الى أن "البشر بدأوا فعليا في إفساد الأرض، قبل 10 آلاف عام، بعد ظهور ما يطلق عليهم "المزارعين الأوائل".
 
وأشارت الدراسة، التي أجراها باحثون في كلية أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية، إلى أن التغير المناخي والاحتباس الحراري، بدأ مع بداية عصر الزراعة تقريبا قبل أكثر من 10 آلاف عام.
 
ولفتت إلى أن "التحول في الزراعة والرعي، أثر بالسلب على أكثر من 40% من مساحة الأرض تقريبا".
 
وأوضحت أن عمليات الزراعة الواسعة النطاق في معظم أنحاء كوكب الأرض قبل 10 آلاف عام، تسببت في حالة من الإنهاك الكبيرة لقشرة الأرض".
 
وقال الباحثون إن البشر منذ 12000 عام، كانوا يبحثون فقط عن الطعام، فكان لزاما عليهم أن يبدأوا في تربية الحيوانات، التي كانت بحاجة إلى أرض زراعية خصبة دائما، وهو ما استلزم بالضرورة زراعة تلك الأراضي، حتى لو كانت على حساب الحشائش أو الغابات، وهو ما تسبب في خلل بيئي بالغ الخطورة.
 
وقال مايكل بارتون، الباحث المشارك في الدراسة: "فهم كيفية تفاعل البشر مع البيئة على المدى الطويل، هو أحد أفضل الأشياء التي تساعدنا نشاط البشر في المستقبل."
 
وأوضح بارتون أن ذلك البحث يمكنه أن يرسم مخططا بشكل أفضل لسيناريوهات المناخ المستقبلية، لإيجاد طرق للتخفيف من الآثار السلبية التي تتعرض لها تربة الأرض والغطاء النباتي والمناخ بشكل عام.
 
ويحذر عدد كبير من العلماء، مما يصفونه بسيناريو كوكب الأرض الأسود، مع ارتفاع خطورة ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الأرض.
 
وكشفت مسودة تقرير سيصدر في وقت لاحق عن الأمم المتحدة، عن مستقبل "أسود" ينتظر الكرة الأرضية، وذلك بسبب استمرار ارتفاع درجة حرارة الكوكب خلال السنوات المقبلة.
 
 
 
وقالت الوثيقة الصادرة عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بشؤون التغير المناخي، في بدايتها، التي حصلت الوكالة الفرنسية عليها "يجب على البشرية أن تستعد لردود فعل خطيرة على مدى القرون القليلة القادمة، من جانب المحيطات والمناطق المتجمدة من الأرض".
 
 
 
وتابعت "أثارت عادتنا الطويلة في تحميل الغلاف الجوي بغاز ثاني أكسيد الكربون، الذي يسخّن كوكب الأرض، بإحداث مجموعة كبيرة من العواقب ضدنا، بدءا من ارتفاع مستوى سطح البحر الذي لا رجعة فيه".
 
 
وأوضحت مسودة التقرير إن ارتفاع مستوى البحار بسبب الاحتباس الحراري، قد يتسبب بنزوح 280 مليون شخص، وذلك في إطار سيناريو متفائل يحصر الارتفاع بدرجتين مئويتين مقارنة بما قبل الثورة الصناعية.
 
يشار إلى أن تقرير نشره المركز الوطني للبحث في تغيرات المناخ، ومقره ملبورن بأستراليا، في شهر تموز، رسم مستقبلا قاتما، إذ توقع أنه قد يتشرد أكثر من مليار شخص، وينخفض إنتاج الغذاء، وتصبح بعض مدن العالم الأكثر اكتظاظا بالسكان مهجورة جزئيا.
 
 
 
وهذه ليست المرة الأولى التي يحذر فيها الباحثون من مشاكل اجتماعية كبيرة، ففي شهر آذار، قالت الأمم المتحدة إنه في ظل سيناريوهات العمل المعتادة، يمكن توقع ملايين الوفيات المبكرة بسبب تلوث الهواء، وعدم القدرة على تلبية احتياجات الإنسان من الغذاء، والموارد اللازمة، وملوثات المياه العذبة، التي تسبب الالتهابات المقاومة للميكروبات، والتي قد تصبح سبباً رئيسياً للوفاة بحلول عام 2050.
 
 
 
وفي شهر أيار، أصدرت "IPBES"، وهي مجموعة أبحاث مناخية تابعة للأمم المتحدة، تقريرا حول التنوع البيولوجي العالمي، وجد أن 75% من سطح كوكب الأرض قد "تغير بشكل كبير" وأن مليون نوع من الكائنات الحية يواجه بالفعل الانقراض.