وصفت صحيفة La repubblica صباح اليوم ولادة الحكومة الإيطالية "كونتي2" بـ"العصيبة". وقالت إنها "حكومة مرحلية قاعدتها العداء المشترك بين حركة الخمس نجوم والحزب الديمقراطي لزعيم حزب الرابطة ماتيو سالفيني".وأشارت الى أن "الحزبين اللذين سيشكلان الحكومة لم يتفقا إلا على تقاسم المقاعد الوزارية".

 

وتساءلت الصحيفة القريبة من الأوساط اليسارية "كيف لحركة الخمس نجوم أن تحكم مع حزب نسبت إليه كل ويلات إيطاليا من دين عام إلى احتلال المناصب والتبعية لأوروبا وأنها حصلت على نسبة عالية من الأصوات على قاعدة هذه المبادىء". 

 

جريدة Il Giornale وصفت الاتفاق بين حركة خمس نجوم الشعوبية والحزب الديمقراطي الذي يمثل يسار الوسط بـ"بمعجزة السياسة الإيطالية"، نظرا للتباعد الشديد بين الحزبين. ورأت أن "ما جمع الحزبين في هذه المرحلة عداؤهما لرئيس الرابطة ماتيو سالفيني وخوفهما من انتخابات مبكرة قد يحقق فيها انتصارا ساحقا بعد أن حقق في الانتخابات الأوروبية أكثر من 32 بالمائة من أصوات الناخبين الإيطاليين".

 

وسلم جوزيه كونتي بعد تكليفه أمس بتشكيل الحكومة رئيس الجمهورية الإيطالية سرجو ماتاريلا لائحة تضم وزراء من حركة الخمس نجوم والحزب الديموقراطي الإيطالي الذي يضم مجموعة من التيارات اليسارية والوسطية.

ورفض رئيس الجمهورية مطلب اليمين واليمين الوسط بإجراء انتخابات مبكرة في شهر تشرين الأول القادم مبررا ذلك أنه يتوجب قيام حكومة تحضر موازنة السنة المقبلة".

 

وردا على سؤال لـ"لوكالة الوطنية للإعلام" أثناء لقاء صحافي قالت البرلمانية اليمينية الإيطالية زعيمة حزب إخوة إيطاليا جورجيا ميلوني أن "الشعب الإيطالي يرفض الحكومة التي تسلق إليها الحزب الديمقراطي الذي سقط منذ عشر سنوات في جميع الحملات الانتخابية منها الإيطالية والأوروبية وفي كل أزمة يجري تعويمه من قبل رئاسة الجمهورية".


ولفتت في اللقاء الصحافي الى أن "الحركة ستدعو إلى تظاهرة كبيرة أمام البرلمان أثناء منح الثقة".

 

وقالت: "إن حكومة الحزب الديمقراطي والخمس نجوم سيكون مقدرا لها أن تدوم بضعة أشهر، أي ما يعني مزيدا من الركود وعدم الاستقرار، فإيطاليا في حاجة ماسة للاستقرار الذي لن يتحقق إلا إذا ذهبنا للتصويت، لأن الانتخابات الحرة ستثمر حكومة ذات ولاية شعبية قوية قادرة على المضي قدما لمدة خمس سنوات وذات رؤية مشتركة حول كبرى المسائل الأساسية". 

 

ودعا زعيم أكبر حزب يمين الوسط فورتسا إيطاليا سيلفيو برلوسكوني إلى انتخابات مبكرة قائلا: "نحن بحاجة إلى إنشاء أغلبية من يمين الوسط في البرلمان، تتوافق مع مشاعر الإيطاليين. ذلك لم يحصل بعد تكليف كونتي تشكيل حكومة ثانية".

وبمحاولة منه تجنب إجراء انتخابات، قام زعيم حركة الخمس نجوم لويجي دي مايو بالتقرب من الحزب الديمقراطي، أكبر التشكيلات اليسارية الذي يتزعمه نيكولا زينغاريتي واعتبر أنه يمكن تشكيل "حكومة تغيير" تعطي "الكلمة لإيطاليا الجميلة تلك التي يغلب فيه الأمل على الخوف والتفهم على الأحقاد والوفاق على الحقد".

 

وأعلن الأمين العام للحزب الديمقراطي نيكول زين غاريتي أن حزبه "يقبل أن تختار حركة خمس نجوم رئيس الوزراء المقبل أي اسم جوزيبي كونتي".

 

أما الرجل الأقوى في المعارضة اليوم فدعا يوم 19 تشرين الأول إلى "مظاهرة حاشدة في روما تحت إسم "السيادة الوطنية".