وصل التصعيد بين واشنطن وطهران إلى الحرب الإلكترونية في الآونة الأخيرة، لا سيما عقب اعتراض الحرس الثوري الإيراني عددا من السفن التجارية في منطقة مضيق هرمز.
 
وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، بأن الولايات المتحدة شنت هجوما سيبرانيا على إيران، أسفر عن تدمير قاعدة بيانات استخدمها الحرس الثوري لمهاجمة ناقلات النفط خلال الأشهر القليلة الماضية.
 
وكان من اللافت أن الهجوم الأميركي الإلكتروني على إيران، الذي جاء في يونيو الماضي، تزامن مع إسقاط طهران طائرة أميركية بدون طيار فوق المياه الدولية في منطقة مضيق هرمز.
 
واعتبر كبير باحثي العلوم والتكنولوجيا والأمن القومي، كلون كيتشن، الهجوم الإلكتروني الأميركي بمثابة رد على إسقاط طهران للطائرة الأميركية المسيرة، بعد أن تم استبعاد الخيار العسكري في اللحظات الأخيرة.
 
وأكد كيتشن في مقابلة مع سكاي نيوز عربية ضمن برنامج غرفة الأخبار، أن الهجوم الإلكتروني والاستهداف الإيراني للطائرة الأميركية أمران مرتبطان، لا سيما أن الأخير جاء وسط استفزازات إيرانية في مياه الخليج.

وأوضح الخبير التكنولوجي في حديث من واشنطن، أن الإدارة الأميركية على ما يبدو ارتأت في نهاية المطاف القيام بهجوم إلكترونية لتعطيل قدرات إيران على اعتراض السفن في مياه الخليج واستبعاد الخيار العسكري الذي كان مطروحا على الطاولة.

وقال كيتشن إن هناك هدفين من وراء الاستهداف الأميركي الإلكتروني لقاعدة البيانات الإيرانية، الأول يهدف إلى تعطيل قدرات الحرس الثوري على استهداف السفن التي تمر عبر مضيق هرمز.

أما الهدف الثاني فهو من أجل أن تظهر الولايات المتحدة لإيران قدرة واشنطن على وقفها عند حدودها إن كان حاولت إبداء نوايا شريرة، وأن تكلفة اعتداءاتها وهجماتها في مضيق هرمز ستكنون باهظة.

وأعرب الخبير الأميركي عن أمله في أن يكون الهجوم الإلكتروني الأميركي قد أفهم إيران بعدم اتخاذ أي خطوات استفزازية تجاه السفن التجارية في منطقة مضيق هرمز.

وأرجع كيتشن الهدوء النسبي الذي تشهده مياه الخليج ومنطقة مضيق هرمز مؤخرا إلى تحجيم الهجوم الإلكتروني الأميركي قدرات الحرس الثوري في اعترض المزيد من السفن.

وبينما أكد مسؤولون غربيون محاولات إيران استعادة المعلومات التي تم تدميرها خلال الهجوم الإلكتروني، قال كيتشن إن إيران ستواجه مصاعب كبيرة من أجل إعادة بناء قاعدة البيانات من جديد.