يعتمد العديد من الأشخاص على الوجبات الغذائية الجاهزة المخصّصة للمايكرويف، باعتبارها وسيلة سريعة وسهلة لتناول الغداء أو العشاء عندما يكون جدول الأعمال مشحوناً بالضغوط. لكن كيف يمكن جعلها صحّية والاستغناء عن السعرات الحرارية غير الضرورية الموجودة فيها؟
 

بما أنّ وجبات الطعام المثلّجة تؤمّن الراحة لمستخدميها، لا عجب إذاً في أنها تمكنت من بلوغ نحو 57 مليار دولار من مبيعاتها، إستناداً إلى تقرير أخير أصدرته «American Frozen Food Institute» و «Food Marketing Institute».

غير أنّ الطبيب الأميركي العالمي، د. أوز، قد حذّر من أنّ وجبات المايكرويف المجمّدة تحتوي في الواقع على أطنان من المكوّنات غير الصحّية بغية جعل مذاقها أفضل. أولاً، هناك المواد الحافظة لإضافة النكهة إلى الطعام، لأنه عند تثليجه، يبدأ مذاقه الطبيعي بالانخفاض. ثمّ يمكن إيجاد جرعة هائلة من السكر المُضاف، بحيث أنّ حصّة من وجبة المايكرويف، التي تشكّل فقط نصف الطبق المعلّب، قد تحتوي على 29 غ من السكر. وبالتالي، إذا تمّ استهلاك الوجبة بأكملها، يكون الشخص قد حصل على 58 غ من السكر، وهي الكمية المتوافرة في بضعة ألواح من السكاكر. أمّا المكوّن الأخير غير الصحّي المخبّأ في هذه الأطباق فيُعرف بالنشويات المعدّلة التي تُضاف من أجل زيادة سماكة الطعام بغية جعل مذاقه أفضل. وبالتالي فعند استهلاكها، يتمّ بالفعل إضافة جرعات غير ضرورية من الكربوهيدرات المخبّأة إلى النظام الغذائي.

كل هذه الحقائق تبدو مروّعة، لكنّ د. أوز كشف مجموعة وسائل يمكن الاستعانة بها للاستمتاع بمثل هذه الوجبات، التي تُسهّل يوميّات شريحة كبيرة من الناس، ولكن من دون كل الآثار غير الصحّية.
تعرّفوا، في ما يلي، إلى الطرق التي تساهم في جعل أطباق المايكرويف صحّية وخفض الكالوريهات غير الضرورية:

البحث عن المأكولات الكاملة
عندما يتعلّق الأمر بالمأكولات عموماً وتلك المثلّجة خصوصاً، فإنّ إلقاء نظرة على المُلصق الغذائي هو أمر أساسي. وبما أنه يتمّ تدوين المكوّنات في ترتيب تنازلي، أي كم تبلغ كمية المكوّن في المنتج؟ فهذا الأمر يعني أنه يجب البحث عن الأنواع الصحّية التي تكون موجودة على رأس اللائحة. إحرصوا على أن يكون الطعام الكامل مثل الدجاج، أو الحبوب، أو الفاكهة، أو الخضار من بين الأسماء الأولى على الغلاف. إنّ الانتباه إلى الملصق الغذائي على وجبات المايكرويف يمكن أن يكشف للمستهلك أيضاً عن احتمال وجود مواد مُضافة، فإذا بَدت مكوّنات معيّنة أشبه بكلمات تنتمي إلى تجربة علمية، مثل نيترات الصوديوم وبرومات البوتاسيوم، بدلاً من الطعام، فذلك يعني أنه عليكم الامتناع عن تناولها.

الاكتفاء بها مرّتين أسبوعياً
صحيح أنّ الأوقات العصيبة تتطلب اتخاذ تدابير يائسة، ولكن يجب عدم اعتبار وجبات المايكرويف «المُنقذ الدائم». فكلما تمّ الاعتماد عليها، أصبح الطبخ غير مناسب إطلاقاً لكم! يجب ألّا تفكروا في أنّ الوجبات المثلّجة هي أشبَه بالعذر لكم للامتناع عن الطبخ، إذ إنه من الضروري أن تستهلكوا مأكولات كاملة وطازجة معظم الأوقات. أمّا إذا كان جدولكم مليئاً فعلاً بالأعمال وتعجزون عن الاستغناء عن هذه الأطباق، فحاولوا على الأقل الحدّ من استهلاكها لمرّتين في الأسبوع، أو إذا أمكن تناولها فقط في الحالات الطارئة.

إتّباع قاعدة 50/50
بالتأكيد سَبق لكم أن سمعتم الأطباء يوصون بضرورة أكل كل شيء باعتدال، وهذه الفلسفة يجب أن تُطبّق حتماً على الأطباق الجاهزة التي يتمّ تسخينها في المايكرويف. يُنصح خلال الأيام التي تتناولون فيها وجبات المايكرويف باتّباع قاعدة 50/50: أي نصف حصّة مثلّجة ونصف حصّة طازجة. بمعنى آخر، قد يكون من الأفضل مَزج الدجاج المشويّ المجهّز للمايكرويف مع بعض القرنبيط المشويّ أو العدس المسلوق. هذا التوازن سيسمح لكم بالاستمتاع بالوجبات السريعة، وفي الوقت ذاته التأكد من أنكم تأكلون بشكل صحّي أيضاً.