خرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع في أنحاء متفرقة من بريطانيا احتجاجا على قرار رئيس الوزراء بوريس جونسون تعليق عمل البرلمان قبل أسابيع من موعد خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي، في حين وقع أكثر من مليون عريضة تطالب البرلمان برفض القرار.
 
وذكرت وسائل إعلام بريطانية أن مظاهرات انطلقت في كل من لندن وإدنبره وكارديف ومانشستر وبريستول وكامبريدج ودورهام.
 
ووقع أكثر من مليون شخص على عريضة تطلب من البرلمان البريطاني عدم تعليق أعماله من منتصف سبتمبر/أيلول حتى منتصف أكتوبر/تشرين الأول المقبل حسبما طلب جونسون.
 
وتم نشر العريضة، التي تجاوز عدد موقعيها حاجز المليون شخص قبل منتصف الليلم الماضية، عشية إعلان جونسون طلبه تعليق عمل البرلمان قبيل الموعد المقرر لخروج بلاده من الاتحاد الأوروبي.
 
ويقول قادة المعارضة إن طلب جونسون هو محاولة مقصودة لعرقلة جهود النواب لمنع خروج البلاد من الاتحاد دون اتفاق.
 
ووصف وزير المالية السابق فيليب هاموند، الذي استقال عندما أصبح جونسون زعيما لحزب المحافظين، هذه الخطوة بأنها "غير ديمقراطية بشكل كبير".
 
وذكرت وسائل إعلام بريطانية أن زعيمة حزب المحافظين الأسكتلندي روث دافيدسون ستعلن استقالتها اليوم الخميس احتجاجا على تلك الخطوة.
 
كما أثار قرار جونسون استياء وغضبا في الأوساط البرلمانية، خصوصا المعارضين لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).
 
انتهاك للدستور
وقد رأت أوساط المعارضة البريطانية في خطوة جونسون انتهاكا لدستور البلاد. فقد أعلن زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن أن قرار الحكومة ينم عن تهورها وانتهاكها لأسس الديمقراطية في بريطانيا.
 
وقال كوربن إن "الاجتماع الذي عقدناه أمس مع جميع أحزاب المعارضة توصلنا فيه إلى اتفاق لاتخاذ إجراء الأسبوع المقبل ومواصلة العمل مع كل من يريد منع تحطيم ديمقراطيتنا والإضرار بها".
 
أما رئيس مجلس العموم البريطاني جون بيركو فاعتبر تمديد هذا التعليق بمثابة "فضيحة دستورية"، رغم أن البرلمان كان يعلق أعماله عادة في سبتمبر/أيلول بسبب انعقاد المؤتمرات السنوية للأحزاب.
 
لكن جونسون نفى أن يكون الهدف من ذلك منع المعارضة البريطانية من مناقشة أو التصدي لعملية الانسحاب من عضوية الاتحاد الأوروبي دون اتفاق والمقررة في نهاية أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
 
وقال جونسون "هدفنا هو استقدام برنامج تشريعي جديد يعالج قضايا الجريمة والصحة والتعليم. وسيكون هناك وقت كاف قبل القمة الأوروبية يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول القادم للنواب البريطانيين كي يناقشوا موضوع البريكست والاتحاد الأوروبي ومواضيع أخرى".
 
ووافقت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية أمس الأربعاء على طلب جونسون تعليق عمل البرلمان بشكل مؤقت من منتصف سبتمبر/أيلول إلى منتصف أكتوبر/تشرين الأول المقبل.