لطالما شدّد خبراء التغذية والأطباء على ضرورة تناول حصص جيّدة من الفاكهة والخضار يومياً، ولكنّ العلم حالياً تَوصّل إلى الأسباب التي يجب أن تدفعكم إلى إدخال التوت الأزرق تحديداً إلى نظامكم الغذائي وفي أسرع وقت ممكن!
 

وصف العلماء التوت الأزرق بـ«حلوى الطبيعة»، كيف لا وهو يتمتع بمذاق لذيذ سواء كان طازجاً، أو مثلّجاً، أو تمّ تناول حفنة منه، أو إضافته إلى وصفاتكم المفضّلة. لا بل أيضاً، إنه مليء بالمغذيات الأساسية التي تنعكس إيجاباً على الجسم بطرق مختلفة.

 

إستناداً إلى مجموعة أبحاث صدرت في «The Journals of Gerontology»، فإنّ التوت الأزرق يستطيع حتى جعل عملية الشيخوخة التي لا مفرّ منها أكثر سلاسة بشكل عام. كل ما عليكم فعله ببساطة هو استهلاك هذه الفاكهة.

 

تمكّن الباحثون من تحديد أنّ كوباً واحداً فقط من التوت الأزرق يومياً يساهم في تحسين وظيفة الأوعية الدموية وخفض معدل ضغط الدم الانقباضي. هذه الفوائد ناتجة حتماً من مادة «Anthocyanins» المضادة للأكسدة المتوافرة في هذه الفاكهة، والتي تمنحها اللون الأزرق الداكن.

 

وإذا كان يمكن استمداد مثل هذه الفائدة الصحّية المُذهلة من الكيماويات التي تساهم في تلوين الفاكهة، فأيّ قوى سحرية أخرى تختبئ في التوت الأزرق؟

 

إليكم أبرز الدلائل العلمية التي عرضها أخيراً الطبيب الأميركي العالمي، د. أوز، والتي ستجعلكم تُضيفون التوت إلى الـ«Menu» الأسبوعي للتأثير إيجاباً في أدمغتكم وأجسامكم:

 

دعم القلب والأوعية الدموية

إستناداً إلى دراسة حديثة نُشرت في «American Journal of Clinical Nutrition» أيار 2019، فإنّ استهلاك كوب من التوت يومياً قد يساعد على تحسين بعض عوامل خطر القلب والأوعية الدموية لدى الأشخاص المشخّصين بمتلازمة الأيض، وهي الحالة التي تشمل مجموعة مشكلات صحّية قد تحدث مع بعضها وترفع خطر أمراض القلب، والسكتات الدماغية، والسكري من النوع الثاني.

 

وفي تفاصيل الدراسة، أنّ الباحثين طلبوا من مجموعة بالغين يعانون زيادة الوزن والبدانة تتراوح أعمارهم بين 50 و75 عاماً إمّا استهلاك كوب من مسحوق التوت الأزرق المجفّف أو دواء وهمي شبيه بالتوت الأزرق، أو خليط مؤلّف من نصف مسحوق التوت المجفّف ونصف الدواء الوهمي مرّة يومياً لمدة 6 أشهر.

 

وأظهرت النتائج أنّ الذين حصلوا على كوب كامل من التوت الأزرق يومياً انخفض لديهم تصلّب الشرايين، وتحسّنت وظيفة الأوعية الدموية، وارتفع مستوى الكولسترول الجيّد أكثر من الذين تناولوا كمية أقلّ من التوت أو لم يحصلوا عليه نهائياً.

 

لا بل أكثر من ذلك، يُعتقد أنّ مضادات الأكسدة في التوت الأزرق فعّالة في الحماية من الترسّبات المضرّة في الشرايين. وعلى رغم الحاجة الى أبحاث إضافية عن هذا الموضوع، وجدت دراسة أنّ الحيوانات التي زُوِّدت بالتوت الأزرق بانتظام انخفض لديها تلف الأنسجة بنسبة تراوحت بين 40 إلى 60 في المئة مقارنةً بالحيوانات التي لم تحصل إطلاقاً على هذه الفاكهة.

 

الحفاظ على دماغ صحّي

التوت الأزرق مليء بمضادات أكسدة تُعرف بالـ«Flavonoids»، التي يُشار إليها أيضاً بالبوليفينول، والتي تتفاعل مع بروتينات وأنزيمات مختلفة في الدماغ، لتُبقيه شابّاً ومنتعشاً.

 

ولقد بيّنت الأبحاث أنّ الأشخاص الذين تقيّدوا بغذاء غنيّ بالفلافونويد، حافظوا على أدمغة أقوى من نظرائهم الذين اتّبعوا حميات منخفضة بهذه المواد. كذلك، فإنّ احتساء عصير التوت الأزرق الطازج يومياً قد حسّن أداء الذاكرة بنسبة 30 في المئة.

 

خفض مستويات الكولسترول السيّئ

إذا كنتم تشكون من معدل كولسترول عال، لا تترددوا في إضافة حفنة من التوت الأزرق إلى وعاء الرقائق الصباحي. ووفق دراسة أُجريت على الحيوانات ونُشرت في «Journal of Agricultural and Food Chemistry» عام 2010، وجد الباحثون أنّ التوت الأزرق يستطيع خفض مستويات الكولسترول السيئ (LDL) بنسبة 44 في المئة.

 

ويعتقد الباحثون أنّ هذا الأمر يرجع إلى أنّ المركّبات الموجودة في هذه الفاكهة تُفعّل الجينات في الكبد، وبالتالي تساهم في دعم وظائفه الصحيحة.