في زمن الـ"بيغ داتا" (Big Data)، تكثر أجهزة حفظ المعلومات: "فلاشات"، أقراص صلبة محمولة وبطاقات ذاكرة. إزدادت سعة التخزين ومعها زاد حجم ملفاتنا الى حد لم نكن نتخيله قبل بضع سنوات. وفيما تبدو عملية حفظ المعلومات وحذفها سهلة جداً ، إلا أن الواقع أكثر تعقيداً. فما نعتقد أننا حذفناه يختفي بشكل وهمي، فيما يبقى موجوداً بالفعل.
أول ما يخطر على البال، لدى شراء حاسوب جديد، اللجوء إلى "فرمتة" Format الحاسوب القديم، لضمان حذف المعلومات والبيانات والصور التي كان يحتويها. بعد هذه العمليّة البسيطة، تختفي كل الملفات عن القرص الصلب (Hard Disk). أما في الواقع فلا شيء منها يُحذف على الإطلاق.
 
لتبسيط الموضوع، يمكن تخيل "الفلاش" أو القرص الصلب ككتاب يتضمن فهرساً وقصصاً مختلفة. ما يحصل خلال عملية "الفرمتة" هو استبدال الفهرس بآخر جديد ذي صفحات بيضاء، بما يوحي وكأن الكتاب فارغ ويخلو من أي كلمة. هذا بالضبط ما يجري في كل أجهزة حفظ المعلومات. فبعد "الفرمتة" يحذف الكومبيوتر جداول تحتوي عناوين كل شيء عن مواقع المعلومات المخزنة، وبالتالي فإن ما يحصل هو عملية إيهام بالحذف فقط. فيما يمكن لأي مستخدم للكومبيوتر ذي إلمام بسيط ببرامج إسترجاع المعلومات، أو بعد مشاهدة بضعة فيديوهات على يوتيوب، أن يعيد كل الملفات المحذوفة تقريباً. إذ أننا حين نحذف الملف، فإن القرص الصلب يبقي على الآحاد والاصفار للملف (أي بمعنى أبسط رموز الملف الرقميّة بحسب لغة الآلة مثلاً : 001)، ما يسمح باسترجاعه. 
 
كيف نحمي معلوماتنا إذاً؟
هناك ثلاث طرق. الأولى يفضل إستخدامها مع الأجهزة ذات السعة الصغيرة نسبياً، مثل "الفلاش" وبطاقة الذاكرة (memory card). بعد عملية "الفرمتة" يمكن ملء هذه الأجهزة بملفات غير مهمة، كأن تخزن بداخلها بضعة أفلام حتى تمتلئ كلياً، ثم تُخضع لـ"فرمتة" ثانية. عندها لن يعود في الإمكان استرجاع الملفات الأصلية، وإنما الملفات التي حُذفت في المرحلة الثانية. وتسمى هذه العملية بالـ Overwrite، اي كتابة معلومات جديدة فوق القديمة".