إذا رأيتم العالم مقبلاً على الدنيا ـ مال ونساء وسلطة ـ فاتهموه على عرضكم وعلى دينكم،
 

 تعني كلمة "إيروتيكية" المثير للشهوة الجنسية، وفي مقابلها كلمة "إيروسية" التي تعني "الحب" وتعود هذه التسمية لأحد الألهة من آلهة الحب عند الإغريق ، والبعض ذهب إلى تهذيب هذه الكلمة فقال : "أدب المواخير"... وهذا ما يسمى بالأدب الإباحي الذي يحتوي على مواد خيالية أو واقعية تثير قارئها، وقد يتخذ شكل الرواية والقصة والشعر والنثر كل ذلك من أجل توضيح النص المكتوب. لم يخل تاريخ الأدب العربي من أدب الجنس والإغراء في الشعر والقصص، وقد نجد في الشعر العربي عبثية واضحة وفوضى منظمة في الكتابة قد تكون بعيدة عما يسمى بالقيم الأخلاقية والدينية، بحيث تأخذ أشكالاً من الوصف والخيال إلى أقصى الحدود لتشكل الكتابة حول وصف جسد المرأة، والتعرجات والتضاريس بحرمتها وإباحتها،ويصح وصف هذه الكتابة بالشعر الشبق والغلو الجنسي، ونعتقد قديماً وربما حديثاً بأن هذه الإباحية المفرطة لا تحتاج إلى شواهد، قد لا توجد في زمن ويجود بها أزمان، كل ذلك هو في التصور الذهني والبراعة في فن الشعر والنثر والكتابة، لكن ما يثير حفيظتك ونفسيتك التي تصل إلى حد الغرابة والإستغراب والإشمئزار والتقيء، أن تسمع عن بعض ـ وأقول كلمة بعض ـ من الشيوخ الذين يرتدون الزي الديني ويتبوؤون مناصب دينية في الإفتاء والفتوى وبأمانة سرها، والبعض منهم يحتمي تحت غطاء الثنائي الشيعي ويتقرَّب إلى القيادات الدينية والسياسة ويحتمي أيضاً تحت المؤسسة الدينية الشيعية، ودورهم بأن يتسلق هؤلاء ممن لا حدود لهم في نفوسهم العطشى، (وكل نفوسنا عطشى)، إلا أن هناك حدود بالعطش، وخصوصاً الشبق الذي لا يعرف حداً عند من لا يملك خوفاً من الله تعالى، ذاك المفتي الذي كان يأتي ليلاً وفي ساعات متأخرة كالجرذان لكي لا يراه أحد، وينسى أن الله يرى، لأنه يعتمر قبعة الطريق، ويحسب خطواته، ليصل إلى نعيمه الوسيم، لأنه كان محروماً عندما كان يلاحق قرص الشمس حتى سقوطها في الماء الأجاج، لظنه بأنها رغيف خبزٍ، ولله في خلقه شجوون، ليضيق طعم الحياة من قبل أن يتغشاها كدر الهبوط، وفي النهار يكون عمله الوعظ ويرتقي منابر الأخلاق وشاشات التلفزة ليعظ الناس بخوف من الله، لأنه يطهر نفسه نهاراً، ويعود ليلاً ليتقن فن صيده، بلياقة لسانه وبنظافة لحيته، وهو مغمض العينين، ولا همَّ عنده إن يطارد نحلةً وهي ترف جناح الأمومة، وتعلم أولادها الصوم والصلاة والخوف من الله، أيها المتدينون وأيها الطيبون ياشيعة أهل البيت (ع)اسمعوا وعووا ماذا قال إمامنا الصادق (ع) إذا رأيتم العالم مقبلاً على الدنيا ـ مال ونساء وسلطة ـ فاتهموه على عرضكم وعلى دينكم، ومولانا زين العابدين يقول: إذا رأيتم الرجل ـ ويتأكَّد بالشيخ والقاضي والمفتي والأمين على الفتوى، ـ الأمين كلمة مرعبة ـ قد حسُنَ سمته وهديه، وتواضع في منطقه وحركاته، فرويداً رويداً، لا يغرنكم فقد نصب الدين فخاً له، حتى إذا لاح له الحرام ـ نساء محصنات أم غيرهن، مال ـ سلطة ـ جاه ـ  إقتحمه... لا تنغروا ببساط زهد كلامه، ولا منطق لسانه، ولا عمته وعباءته، فلا هو شافٍ للجروح ولا هو مداوٍ للقروح الجسدية والنفسية، وقانا الله شرورهم....