بين خطاب السيد نصر الله يوم أمس وخطاب الرئيس نبيه بري العام الماضي في ذكرى الإمام الصدر ينام البقاعيون على خطاب ويستيقظون على خطاب والنتيجة لا شي سوى وعود وانتصارات بعيدا عن إرادة الإنتصار في الشأن الداخلي الإنتصار على الإهمال والحرمان
 
أطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يوم أمس في البقاع في أحتفال أقامه حزب الله في ذكرى التحرير الثاني التسمية التي أطلقت بعد تحرير الجرود من الجماعات الإرهابية منذ سنتين.
تحدث نصر الله عن البقاع وأهله وناسه وعائلاته وعشائره بما يستحقون من المدح والثناء، وهم أهلٌ لذلك بما كانوا عليه وما زالوا من التضحيات والعطاءات وتقديم الغالي والنفيس للبنان كله لا سيما في الجنوب إبان الإحتلال الاسرائيلي، وصولا الى دحر الإرهاب والجماعات الإرهابية التي لم تستطع كسر البقاعيين وإرادتهم فكانوا الحصن المنيع في حماية الحدود والداخل.
 
كرر نصر الله في خطابه البقاعي وعوده الإنتخابية على مستوى البقاع بعناوينها الملحة الإنماء والأمن ونبذ العنف ودعى الجيش والأجهزة الأمنية الرسمية ليكونوا أصحاب السلطة والقرار في تثبيت الأمن كما دعى العائلات لإنصاف الجيش والوقوف إلى جانبه .
الجانب الإنمائي في خطاب السيد نصر الله مكرر كله ولم يأت بجديد سوى الدعوة التي أطلقها بشكل غير مباشر للإحتجاج على الإهمال والحرمان فيما لو لم تستجب الدولة ومؤسساتها للبدء بمعالجة قضايا المنطقة لا سيما اقتراح مجلس إنماء بعلبك الهرمل .
 
 
 
يدعو السيد نصر الله للتظاهر ضد الدولة والتي تضم ممثلين عن حزب الله في الحكومات المتعاقبة منذ العام 1992 والتي تضم ممثلين عن حزب الله في المجلس النيابي لأكثر أربعة دورات متتالية والتي يحصل فيها حزب الله على غالبية الأصوات من البقاعيين، وتضم لائحة الوفاء للمقاومة جميع النواب المحسوبين على حزب الله من منطقة البقاع منذ ثلاثين عاما، وبناء عليه يطرح البقاعيون أسئلتهم على سماحة السيد : من المسؤول عن التردي المعيشي والإنمائي والأمني الذي تتعرض له منطقة بعلبك الهرمل؟ وإلى متى تستمر الخطابات التي لم تؤسس بعد لأي مشروع جدي وحقيقي تجاه المنطقة وأهلها وقد مضى على خطاب الإنتخابات أكثر من سنة ولم يحصل أي تغيير على أي مستوى في المنطقة بل ثمة مؤشرات وإحصاءات تقود إلى أن الوضع من سيء إلى أسوأ .
 
ما زال البقاعيون كما وصفتهم أهل العطاء والتضحيات وأهل الوفاء ولكنهم ملّوا الوعود والخطابات التي لم تعد تسمن ولا تغن من جوع، بعد أصبح الواقع المعيشي والأمني في مستوياته الدنيا فإذا كانت الدولة هي المسؤولة فأنتم أصحاب التأثير والقرار ولديكم من الوزارات والنواب ما يكفي لتغيير الصورة بالكامل لكن الإرادة معدومة والأولويات في مكان آخر.
 
البقاعيون ما زالوا عند وعودهم ولكن وعودكم تتلاشى مع انتهاء المناسبات ومع انتهاء الخطابات ولم تكن في يوم من الأيام محل متابعة ولم تكن سوى لامتصاص النقمة وحالة الملل والسخط والغضب الشعبي والجماهيري.
 
بين خطاب السيد نصر الله يوم أمس وخطاب الرئيس نبيه بري العام الماضي في ذكرى الإمام الصدر ينام البقاعيون على خطاب ويستيقظون على خطاب والنتيجة لا شي سوى وعود وانتصارات بعيدا عن إرادة الإنتصار في الشأن الداخلي الإنتصار على الإهمال والحرمان.