لم تَعُد قادرة طرابلس على السكوت عن انزعاجها من انهيار المؤسّسات السنيّة، إذ سئمت المدينة من الوعود باحقاق الحقّ ونيل العدالة فما كان من شبابها إلّا أن وجدوا أنفسهم يدفعون ثمن المُتاجرة بهم
 
ستّ سنوات مَضت على تفجير مسجدي التقوى والسلام  وجراح أهال طرابلس ما زالت مفتوحة وهم في انتظار تحقيق العدالة في الجريمة التي حَملت رسالة انذار سوريّة للمدينة  التي دافعت عن الثورة السوريّة بالدم والنار فدفعت الثمن غاليًا وأحدًا لم يتشفّع بها، إذ تأتي هذه الذكرى مُناسبة للتذكير بمن أخلّ بوعده وتاجر بأبنائها لمصالحته الشخصيّة.هذه الجريمة التي أشرف وخطط لها كلّ من النقيب في فرع فلسطين في الاستخبارات السوريّة محمد علي علي، والمسؤول في فرع الأمن السياسي في الاستخبارات السوريّة ناصر جوبان، تُلملم جراحها بصمت.
 
في هذا الصدد يقول الشيخ سالم الرافعي إمام مسجد التقوى لـِ "لبنان الجديد" "أنّ هناك مُماطلة موصوفة وتباطؤاً في التعامل مع هذا الملف، لافتاً إلى أنّ هناك بعض الوجوه البارزة والمرتبطة في هذا الملف ارتباطاً مُباشرًا ووثيقاً لا تزال حرّة طليقة وتتنقل براحة في سوريا، سائلًا:" ماذا تنتظرون بعد؟ لماذا هذا التأجيل إذًا؟"
 
 
وتابع:" رفع عتب أمام أهل طرابلس حقّقوا مع المطلوبين وكأنّ الذين سقطوا شهداء في طرابلس هم ليسوا من البشر"، مُشدّدًا على أنّ "أهل المدينة طالبوا الدولة أن تجلب حقّ الشهداء بالقانون والعدل لكنّ لا من مُستجيب".
 
وطالب الرافعي " برفع المظلوميّة عن أهل السنّة في لبنان عمومًا وطرابلس خصوصًا"، مؤكّدًا أنّ " لو هذه الجريمة حصلت مع غير السنّة كانوا جابوا إمّ وبيّ القاتل"، مُعتبرًا أنّ أهل السنّة يواجهون الظلم في السلطة والتمييز في المُعاملة".
 
لم تَعُد قادرة طرابلس على السكوت عن انزعاجها من انهيار المؤسّسات السنيّة، إذ سئمت المدينة من الوعود باحقاق الحقّ ونيل العدالة فما كان من شبابها إلّا أن وجدوا أنفسهم يدفعون ثمن المُتاجرة بهم من أهلهم وبعضهم يقبع في السجون من دون مُحاكمات بتُهم التواصل مع جماعات مُتطرّفة في سوريا، فكلّ ما يُريدوه هو استرجاع حقّهم من هذه القضيّة.