حين استأثر الوزير باسيل بالحُصّة المسيحية كاملة.
 

يبدو أنّ قدَرَ القوات اللبنانية أن تدفع من رصيدها وحسابها عند كلّ استحقاق سياسي أو انتخابي أو موقع أمني أو إداري أو قضائي، غرامة تأييدها لما ورَدَ في استقالة الرئيس سعد الحريري "الزائفة" من المملكة العربية السعودية في الرابع من شهر تشرين الثاني عام ٢٠١٧،حين صدّقت أنّ الرئيس سعد الحريري انتفض على دور حزب الله في لبنان ومصادرة استقلاله وسيادته، وجرّ البلد لتبعية كاملة لإيران التي ما "حلّت في بلدٍ عربيٍّ إلاّ وزرعت فيه الفِتن وخلّفت الدمار والخراب"، وهذا حسب بيان الاستقالة، في حين ما زال التيار الوطني الحر برئاسة الوزير باسيل يجني تِباعاً الثمار الطيّبة لقاء وقوفه إلى جانب الرئيس سعد الحريري لإخراجه من "محنة" السعودية، وفكّ أسره وإعادته سالماً لموقع رئاسة الحكومة، ( بفضل التأييد الفرنسي والدعم الأميركي طبعاً)، وما زال الوزير باسيل يُذكّر الجميع، كلما سنحت له فرصة، ببطولاته " الزائفة" في هذه القضية الزائفة أصلاً، جرياً على عادته بقيادة تيار الإصلاح والتغيير في البلاد، والتي أضحت مرتعاً للفساد والخراب.

اقرا ايضا : عيد الغدير..ونحنُ شيعة عليٍّ يا سيّد

 


الأمثلة على ما ورد أعلاه عديدة، ولعلّ أبرزها يوم وقف الرئيس سعد الحريري إلى جانب الوزير باسيل وخَذلَ الدكتور سمير جعجع في انتخابات منطقة البترون خلال العام الماضي، وخلال مناكفات ومُحاصصات وغنائم تأليف الحكومة الحالية، وجّه الحريري الإنذار تلو الإنذار للقوات بالتنازل عن حقوقها، وإلاّ فإنّ الحكومة يمكن تأليفها بدونها( وحصّتها يتلقّفها بالطبع باسيل) وآخر استحقاق قضائي كان تأليف المجلس الدستوري، حين استأثر الوزير باسيل بالحُصّة المسيحية كاملة، وذلك بفضل تعاون الرئيس سعد الحريري ودعمه بالطبع، ليّثبت مرة أخرى أنّه أمينٌ وفيٌّ لمن وقف بجانبه في "محنة" الاستقالة، والانتقام ممّن صدّق حرفاً واحداً لما ورد فيها.

 

يُروى عن عمرو بن العاص أنّه قال لمعاوية بن أبي سفيان حين أراد أن يستنصر أهل الشام: أخرِج لهم قميص عثمان بن عفان الذي قُتلَ فيه، ففعلَ ذلك معاوية، فأقبلوا يبكون، فعندها قال عمرو: حرِّك لها حُوارها تحنُّ.
الحُوار ولد الناقة حين يوضع أمام أُمّه خاصة، فإذا فُصلَ عنها فهو فصيل.