تركز الحملات الاعلامية لحزب الله في لبنان عامة والبقاع خاصة على تحديد مفهوم الكرامة وحصره في تحرير الارض وحمايتها من الارهابيين في اطار تبرير التقصير تجاه بيئة الحزب التي باتت تئن تحت وطأة الحرمان والظلم سيما في بعلبك الهرمل.


ومن ابرز الشعارات التي يتم تداولها على نطاق واسع هو أن الحزب "لا يطعم شعبه خبزا ولكنه يشبعه كرامة".
لعل الجهاز  الامني الاعلامي الذي اشرف على صياغة هذا الشعار وغيره من الشعارات التعبوية، يرمي بدهاء لحصر مهمة الحزب بالجانب العسكري واقناع الناس بأن مفهوم الكرامة يتجلى في تحرير الارض وحمايتها فقط، وان الاصوات المطالبة برفع الحرمان يفتقد اصحابُها للكرامة، وفي ذلك ينقلب الحزب على كل شعاراته السابقة التي اطلقها الشهيد السيد عباس الموسوي كشعار "سنخدمكم بأشفار عيوننا" وهذا الشعار كان الاشهر والاهم بين شعارات المقاومة وكان موجها للمستضعفين والمحرومين لرفع الحرمان عنهم، ولم يغفل الشهيد التأكيد على هذا الامر في خطبته الأخيرة قبيل استشهاده.
والحزب طبعا يدعي الانتساب لمدرسة علي ابن ابي طالب "ع" الذي لم يعيّر المسلمين يوما بالدفاع عنهم، وكان شعاره "أو أبيت مبطانا وحولي بطون غرثى وأكباد حرى؟"
لهؤلاء نقول بأن الكرامة واحدة لا تتجزأ، بل ان صونها يبدأ برفع الحرمان عن البيئة التي بذلت وضحت وصبرت وقدمت خيرة ابنائها شهداء وجرحى.

 


ونحن في البقاع نسأل اصحاب شعارات الكرامة الخداعة:


- هل كرامة اهل البقاع تتحقق حين يكون الآلاف من ابنائه ملاحقين من قبل الدولة لا لجرم ارتكبوه بل بسبب مخالفات تافهة او ملفات مفبركة؟! وهنا طبعا لا نقصد المطلوبين بجرائم ثابتة ومعروفة.
- هل كرامة البقاع تتحقق في ارتفاع نسبة البطالة الى مستويات خيالية في وقت يستفحل فيه الفساد والمحاصصة والواسطة و المحسوبيات؟!
- هل الكرامة في زرع منطقة البقاع بالحواجز الامنية لتصبح ثكنة عسكرية وسجنا كبيرا لأهلها؟!
- هل الكرامة تحتم انفلات الامن في بعلبك وتسليط بعض الموتورين على المحلات التجارية لفرض الخوات وافتعال المشاكل امام اعين القوى الامنية؟!
- هل تقتضي الكرامة ان تُستخدم القوى الامنية كعصا لتأديب اصحاب الرأي او ايصال الرسائل السياسية وقتل الابرياء في المداهمات وعلى الحواجز وتصفية المطلوبين دون اي محاكمات؟

 


أمِن مقتضيات الكرامة أن لا يكون امام شباب البقاع الا الانتساب للاحزاب بسبب غياب فرص العمل أو الهجرة الى الخارج او التجارة بالممنوعات؟!
لماذا على طلاب البقاع أن ينزلوا الى بيروت لمتابعة دراستهم الجامعية لعدم توفر الاختصاصات المطلوبة في جامعتهم الوطنية التي على ابن بعلبك او الهرمل أن يمضي ساعات على الطريق ليصل اليها؟!
اين هي كرامتنا حين يموت اهلنا على ابواب المستشفيات لعدم قدرتهم على دفع كلفة العلاج او حين يموتون داخل المستشفيات بسبب ضعف التجهيزات وندرة الكادرات المتخصصة وتحول الكثير من مستشفياتنا الى شركات تجارية تبغي الربح؟!

 


هل تقتضي الكرامة أن تكون مدارسنا الرسمية اشبه بالمزارع، وحين يكون المستشفى الحكومي في بعلبك اشبه بالمسلخ.
وهل تتجلى الكرامة في ان تكون جرودنا التي رُويت بالدماء مكبا للنفايات؟! 
وللمقتنعين بشعار الكرامة الزائف من اهل بلدتنا بريتال نسأل:


اين كانت كرامتكم حين دُمرت حوزة "الامام المنتظر" في عين بورضاي على رؤوسنا وقتل في حرمها الشهيد الشيخ خضر طليس والشهيد زيد اسماعيل واقفل ملف التحقيق وألقي القبض على كثير من شباب البلدة واستبيحت كأنها غابة؟
اين كانت كرامتكم حين تمت اهانة المعممين عام ١٩٩٨ ووضعت الاكياس في رؤوسهم وتم تركيعهم؟
اين تكون كرامتكم حين تداهم القوى الامنية بلدتكم فتقتل الابرياء؟
اين هي كرامتكم حين يتولى امركم بعض الجهلة المرتزقين المرتبطين بأصحاب النفوذ في الدولة والتنظيمات؟!
اين اختفت الكرامة حين قتلت هندية يونس واغتيل ياسين مظلوم واحمد اسماعيل والحاجة زينب اسماعيل وغيرهم من الابرياء على يد القوى الامنية ولا تحقيقات فتحت ولا من يحاسب المجرمين؟!
اين تختفي الكرامة حين تعلن الدولة عن خطة امنية شاملة فلا نراها الا في بلدتنا التي تنتقل اليها جحافل الجيش والقوى الامنية من كل ارجاء المعمورة لتستعرض عضلاتها امام الضعفاء من اهل البلدة؟!
لسنا نحن من يتم ابتزازنا، وفي مقبرة الشهداء عندنا اكثر من ٩٠ شهيدا، ولن تخدعنا شعاراتكم الخبيثة، فكرامتنا نعرف كيف نصونها والمقاومة نحن اصلها وفرعها.