هزمت حركة أمل الجميع واستمرت الى أن وصلت الى قمّة أهدافها وهذا استثناء في التجربة السياسية اذ تبقى الأهداف بعيدة دائماّ عن كثير من الأحزاب التي تسعى لتحصيل هدف أو هدفين من أهدافها الكبرى
 
كانت حركة أمل أوّل تنظيم شيعي لبناني تمثيلي لطائفة لا لشخص أو لزعيم مقابل زعيم كما كانت تجربتي النهضة و الطلائع وقد تأسّست وفق شروط ميثاقية متعلقة بالدولة و بالطوائف وعلى بُعد نضالي لرفع الحرمان عن كل لبناني وفق معاييرإنسانية لا دينية كما هي حالات أحزاب الإسلام السياسي التي تستبعد كل من هو خارج ملّة الإسلام ومن ثمّ كل من هو خارج ملة الحزب .
 
لعبت حركة أمل وحدها أدوار حفظ الطائفة الشيعية من أعداء و خصوم لا حصر لهم واستطاعت أن تنتصر على أعدائها و على خصومها في آن معاً سواء من خلال مقاومة أمل في أفواجها ضدّ الإحتلال الإسرائيلي أو من خلال معاركها المتعددة ضدّ اليمين و اليسار اللبناني و الفلسطيني وضدّ الراديكالية الشيعية الوافدة و الساعية الى السيطرة على الطائفة .
 
هزمت حركة أمل الجميع واستمرت الى أن وصلت الى قمّة أهدافها وهذا استثناء في التجربة السياسية اذ تبقى الأهداف بعيدة دائماّ عن كثير من الأحزاب التي تسعى لتحصيل هدف أو هدفين من أهدافها الكبرى وهناك قلّة لبنانية استطاعت الوصول الى غاياتها في السلطة رغم كثرة الأحزاب و التنظيمات التى مرّت على لبنان أو مكثت فيه ولكن كان مرورها مرور" الكرام " أو كان مكوثها مكوث " الكرام " أيضاً حتى لا نخدش سيرة أحد من الأحزاب التي أرادت خيراً و سعت شرّاً في البلاد و العباد .
 
 
نتيجة لتفاهم سوري – إيراني تمّ الإتفاق على وضع نهاية لمشروع الحرب بين الدولتين من خلال إنهاء معارك حزب الله – أمل وتثبيت حركة أمل في السلطة كممثل شرعي ووحيد للطائفة الشيعية دون اعتراض وترك كل ما يتصل بالمقاومة من اختصاص حزب الله وهذا ما جعل من الحزب ثنائي في الآحادية الشيعية ولولا الإتفاق المذكور لبقيت حركة أمل منفردة في التمثيل الحصري للطائفة الشيعية ولكن رغبة الرئيس نبيه بري في التخلص من قميص يوسف الذي مزقه الذئب أكثر من مرة قد زادت  من شراكة حزب الله لحركة أمل وجاء تزايد النفوذ الإيراني على حساب النفوذ السوري ومن ثم نهاية الدور السوري في لبنان بعد الحرب السورية حوافز جديدة ألغت بالمضمون من التوازنات الشيعية – الشيعية وهذا ما بسط كف القوّة في المعادلة الجديدة لصالح حزب الله ولكن حضور حركة أمل المكثف في الوسط الشيعي ووجود الإمام الثاني لحركة أمل( نبيه بري ) قد فرمل من اندفاعات المعطيات الجديدة وجعل منها توغلاً عرضياً غير مؤثر في التركيبة السياسية الشيعية وهذا ما أتاح الإنسجام القائم بين التنظيمين بعد أن عرف كل أنواع العداوة .
 
من هنا لا يمكن اعتبار الإعتراف بحركة أمل منّة لأن الحركة أول و آخر تنظيم شيعي برؤية لبنانية وهي منتشرة بكثافة هائلة في البنية الشيعية وهي درع واقي للطوائف الأخرى و ضمانة أكيدة لهم وهذا ما يجعل الطوائف الأخرى أكثر تمسكاً بالرئيس نبيه بري كضامن و حامي للدولة و المجتمع مخافة الوقوع في المحظور اذا ما حصل الفراغ .