رفعت الولايات المتحدة السرية عن أول تقرير استخباري عن الحادث الذي وقع في محطة تشرنوبل للطاقة النووية في عام 1986، وتم نشر بعض الوثائق من قبل أرشيف الأمن القومي الأميركي.
 
وفقًا لتقرير سري أرسل في 2 أيار 1986، إلى وزير الخارجية الأميركي جورج شولتز، في الأيام الأولى بعد حادث تشرنوبل، شكّت أجهزة المخابرات الأميركية في صحة التقارير الرسمية عن عدد الضحايا.

وكتب مورتون أبراموفيتز، مساعد الاستخبارات والمساعد لوزير الخارجية الأميركي: "يعتبر مجتمع المخابرات بأكمله أنه من غير المنطقي وفاة شخصين فقط"، مشيرًا إلى مدى الدمار.

وأوضح أبراموفيتز: "عدد الواردة الصباحية عند مفاعل إر بي إم كي-1000 السوفيتي العادية 100 شخص. وفي الواردة الليلية يناوب 25-35 شخصا. وبالنظر إلى أن الوحدة الثالثة والرابعة بالقرب من بعضهما بعضا، فإن عدد الأشخاص حول المفاعل قد يصل إلى 200 شخص في النهار، وفي الليل 70 شخصا".

على النحو التالي من التقرير، "تفترض" المخابرات الأميركية سقوط عدد كبير من القتلى نتيجة لحادث تشرنوبل. ووصلت أجهزة المخابرات إلى استنتاجاتها بعد تفحص صور التدمير الواسع النطاق في وحدة الطاقة النووية الرابعة في تشرنوبل. وأكدت أن "كل شخص في الجوار المباشر لمركز الانفجار إما مات على الفور أو تلقى جرعات من الإشعاع غير متوافقة مع الحياة".

اشارة الى أن الكارثة وقعت في محطة تشرنوبل للطاقة النووية في 26 نيسان 1986، وانفجر المفاعل النووي لوحدة الطاقة الرابعة في المحطة. أصيب 134 شخصًا (من موظفي تشرنوبل التقنيين ورجال الإطفاء المشاركين في إطفاء الحرائق) بمرض إشعاعي حاد. من هؤلاء، مات 28 شخصا في الأشهر الأولى بعد ما حدث. توفي أحد موظفي تشرنوبل وقت الانفجار في وحدة الطاقة الرابعة، وتوفي آخر في الساعات الأولى بعد ما حدث في مستشفى بريبيات.

بلغت المساحة الإجمالية للتلوث الإشعاعي في بيلاروسيا حوالي 46.5 ألف كيلومتر مربع (23% من إجمالي المساحة). في أوكرانيا، 50 ألف كيلومتر مربع في 12 منطقة. بالإضافة إلى ذلك، تضررت 19 منطقة روسية تبلغ مساحتها حوالي 60 ألف كيلومتر مربع ويبلغ عدد سكانها 2.6 مليون شخص من التلوث الإشعاعي. تعرض ما يقرب من 8.4 مليون شخص في بيلاروسيا وروسيا وأوكرانيا للإشعاع، وتم إجلاء مئات الآلاف منهم من المناطق الملوثة.