كلها عناوين تدفع لإخراج المستقبل من المعادلة الداخلية انتظاراّ لبروز جهة أو شخصية مقبولة تحظى بتأييد المملكة التي تنتظر فرصة استبدال المستقبل بتيّار آخر كما أشار أكثر من حليف محترم للسعودية .
 
كان من المتوقع أن يقفل تلفزيون المستقبل و ينهي دوره و ينسحب بخجل من الوسط الإعلامي تحت وطأة أزمة المال التي تعصف باتجاهات و زوايا تيار المستقبل الذي يعاني من أزمة مزدوجة مالية وسياسية في ظل تزايد حجم الإعتراض الطائفي عليه من عكار الى شبعا نتيجة تراجع دوره الرسمي و الشعبي لغيابه عن المشهد السياسي و تخليه طوعاً عن الصلاحيات المناطة برئاسة الحكومة و التي أتاحت لوزير أن يكون قطب الرحى في حكومة يرأسها الرئيس سعد الحريري .
 
يبدو أن الإقفال طيّ اللحظة الأخيرة في ظل غياب تام عن معالجة أزمة تلفزيون المستقبل المالية و في ظل تهاون التيّار مع خسارة فادحة بفقدانه أحد أهم و سائله الإعلامية و في ظل غياب متطوعين من رجال أعمال استفادوا من الإمبراطورية المالية للرئيس الشهيد رفيق الحريري كان من المطلوب أن يكونوا الى جانب المستقبل في أزماته المتعددة و لكن حسابات رجال الأعمال حسابات كسب فقط دون تقديم تحية العون و المساعدة لمن كان له الفضل في إنعاشهم مالياً و خاصة من  جماعة الأثرياء الجُدُد .
 
لقد ساهم تلفزيون المستقبل في نشر سياسة الرئيس الحريري الشهيد و لعب الدور الريادي في الدفاع عن هذه السياسة و كرّس حضوراً قوياً لتيّار المستقبل و استطاع في مرحلة ما من أن يكون غالباً في الوسط الإعلامي و ان يشكل نقطة تحول في الخطاب الوطني قبل الإنسحاب الى الخطاب الجهوي نتيجة تراجع تيار المستقبل عن موقعه القيادي لأسباب معروفة لا حاجة لذكرها .
 
 
من الصعب تمرير مشروع إقفال تلفزيون المستقبل دون الوقوف أمام مساهمة التيار نفسه في عملية الإقفال لتأكيد عمق الخلل داخل التيّار و إمكانية تفريغ المستقبل من محمولاته بعد أن تمّ إطفاء الصورة و إخفاء الصوت  وهذا ما يضع أزمة المال السياسي في أوساط المستقبل لا في أوساط حزب الله كما يُذاع يومياً في شبكات إعلامية متعددة محلية و خارجية على ضوء أزمة إيران المالية و تضرر حزب الله المباشر بسببها و بدلاّ من أن تقفل شاشة المنار الصغيرة و المنار الكبيرة ( الميادين ) تم الحديث عن إقفال المستقبل و بدت الأزمة المالية ليست إيرانية في لبنان بل غير إيرانية و هذا ما سبب ألماً غير شاف لتيارات و أحزاب غير مدعومة من إيران .
 
هذا الإنعطاف الخطير في مستويات أطر أعمال تيار المستقبل مع تراجع دوره على المستوى الوطني و في ظل خلل واضح في العلاقة مع نسيجه الإجتماعي كلها عناوين تدفع لإخراج المستقبل من المعادلة الداخلية انتظاراّ لبروز جهة أو شخصية مقبولة تحظى بتأييد المملكة التي تنتظر فرصة استبدال المستقبل بتيّار آخر كما أشار أكثر من حليف محترم للسعودية .
 
يبدو أن المعنيين نيام عن الحقيقة أو انهم غير معنيين بما يجري لأن المطلوب عملة أجنبية ولا أحد بداعي المساعدة لأنهم اعتادوا على الأخذ لا على العطاء لذا نأمل بغيمة صيف أن تمر فوق تلفزيون المستقبل فتبقيه حياّ لأنه جعل من الماء كل شيء حي