هل سينجح الحريري بمسعاه وهو المتسلّح بعودة الحرارة للحكومة وتحريرها من التعطيل وعودتها الى العمل قبل وصوله الى بلاد العم سام؟.
 
يتمدّدُ الاسترخاءُ السياسي في بيروت بعد أكثر من شهر سياسي ملتهب جاءت عطلة عيد الأضحى غداة لقاء بعبدا على هدوء انعكس استرخاء في الوسط السياسي كاد يخلو من المواقف لا سيما تلك التصعيدية، خاصة وأن لا جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع بسبب زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى واشنطن.
 
 بالمقابل هناك سلسلةِ محطاتِ واستحقاقاتِ مهمّةِ سيَتَرَتَّبُ عليها اتّضاحُ كاملِ الصورةِ حيال ما ينتظر البلاد على أكثر من مستوى. فإن الاسبوع المقبل وما يليه سيكون محطّ الأنظار لجهة رصْد تطورات الوضع السياسي ولا سيما زيارة الرئيس سعد الحريري الى واشنطن.
 
وتتجه الأنظار الى جدول اعمال الحريري في الولايات المتحدة في ظل معلومات تشير الى نية أميركية بتنفيذ عقوبات جديدة على حلفاء حزب الله في لبنان. الحريري سيلتقي مبدئيا وزير الخارجية مايك بومبيو ونائب الرئيس الاميركي ومسؤولين، وليس على جدول الزيارة لقاء محددا مع الرئيس دونالد ترامب.
 
ويجري التعاطي مع هذه اللقاءات التي مهّد لها الحريري باستقباله في مقر إقامته في واشنطن ‏نائب وزير الخزانة مارشال بيلينغسلي، وهو المسؤول عن مكافحة عمليات التمويل غير المشروع بما في ذلك ما تعتبره الولايات المتحدة تمويل نشاطات حزب الله الارهابية وقيامه بعمليات إتجار غير مشروعة، على أنها ستكشف إذا كانت الإدارة ستُبْقي على استراتيجية المواجهة الشرسة مع حزب الله من ضمن مسار الصراع الكبير مع إيران ولكن مع تحييد الحكومة عن الضغوط على الحزب بالعقوبات التي تزداد التقديرات بأنها ستشمل حلفاء لبنانيين له، أم أن هذه الإدارة ستُنْهي صلاحية ديبلوماسيةَ التفهّم لتعقيداتِ الواقع اللبناني ولموجبات الواقعية التي يتم التعاطي معها في لبنان وتالياً الوصول لتَفاهُم الحدِّ الأدنى مع الدولة على إدارة هذا الواقع بضوابط، من أوّل مرتكزاتها سياسة النأي بالنفس وتَفادي جرّ لبنان الرسمي إلى المحور الإيراني وأجندته.
 
 
وثمة مَن يرى في بيروت أن حل أزمة البساتين ستشكّل عامِلاً مُساعداً للحريري، الذي يُدْرك أن مهمته هذه المرة في واشنطن ليست سهلة، لجهة تأكيد ثبات الواقع اللبناني ضمن الستاتيكو السائد منذ 2016، ولا سيما بعدما خرج جنبلاط من هذا القطوع بنقاطٍ ثمينة في أعقاب المسار الذي بدا وكأنه ينطوي على محاولة لـ التخلّص منه سياسياً وكسْره، وهو ما حذّر منه زعيم الاشتراكي واستوجبَ الدخول غير المألوف وبلا قفازات لواشنطن عبر سفارتها في بيروت على خطّ هذه الأزمة رافعة بطاقة صفراء بإزاء أي استفرادٍ لجنبلاط الذي يشكّل أحد عناصر ما تبقى من توازُن داخلي مع الحريري وحزب القوات اللبنانية بوجه التحالف الذي جاهرتْ طهران بأنه بات يسيطر على لبنان بعد الانتخابات النيابية. 
 التقريرُ المرتقب في 23 اب الجاري، لوكالة ستاندر اند بورز والذي بدتْ التسريباتُ المتوالية التي لم تستبعد خفْض تصنيف لبنان من الدرجة الحالية -B إلى درجة +CCC، وكأنها أتاحت امتصاص الصدمة الأولى التي سيشكّلها مثل هذا الخفض الذي يعني هشاشةً أكثر تجاه عدم السداد مع انعدام القدرة على تغطية الالتزامات المالية في ظل ظروف اقتصادية ومالية معيّنة.
 
وقد بَذَل لبنان الرسمي مع بدء العدّ العكسي لصدور التقرير جهوداً كبيرة للحؤول دون تَجَرُّع كأس التخفيض 
وتشير المعلومات التي رشحت في اليومين الماضيين الى ان الحريري سيسعى لدى الادارة الاميركية لمحاولة فرملة العقوبات الجديدة اذا ما كان هناك نية أميركية فعلا بإدخال حزمة جديدة منها حيّز التنفيذ على المستوى اللبناني. واما السؤال فهو ما المقابل الذي سيقدمه الحريري وأي موقف سيعكسه في واشنطن يدفع بالإدارة الاميركية الى تجميد اي عقوبات جديدة؟. 
 
مصادر متابعة تشير الى ان الحريري سيؤكد على موقف لبنان التقليدي بالنأي بالنفس في حين سيجدد التزام لبنان بتنفيذ التزاماته في مؤتمر سيدر وبجدية الحكومة اللبنانية على تطبيق ما أقرّته في موازنة 2019 وستعززه في موازنة 2020.
فهل سينجح الحريري بمسعاه وهو المتسلّح بعودة الحرارة للحكومة وتحريرها من التعطيل وعودتها الى العمل قبل وصوله الى بلاد العم سام؟.