جنبلاط قلب المعادلة في ظل إعادة الاصطفافات على الساحة
 
أكّد أحد القياديين البارزين في الحزب التقدمي الاشتراكي لـ"الشرق الأوسط" إن "رئيس الحزب وليد جنبلاط ومنذ اللحظة الأولى لحادثة البساتين كان واضحاً من خلال الاحتكام إلى القضاء، فقام بتسليم المطلوبين إلى العدالة".
 
واعتبرت مصادر سياسية أن أحداث قبرشمون بدّلت المشهد السياسي الداخلي في لبنان، قائلة إن "رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي قلب المعادلة في ظل إعادة الاصطفافات على الساحة اللبنانية، ومن ثم كبح جنبلاط جموح بعض القوى التي تدور في فلك النظام السوري وطهران".
 
وشدّدت ان "النظام السوري يراوده حلم الانتقام من (الزعيم الجنبلاطي) الذي كان رأس الحربة في 14 آذار، ومن كانت له اليد الطولى في إنهاء عهد الوصاية، ولا أحد ينسى وقفته في المجلس النيابي عندما طالب بتطبيق اتفاق الطائف، وإعادة تموضع الجيش السوري، كما نص هذا الاتفاق، إلى محطات كثيرة كان فيها الزعيم الدرزي (بيضة القبان)، وبالتالي تمكن في أصعب الظروف ومن خلال محاولة استهدافه ونصب الكمائن له من حشر خصومه والخروج من هذه الكمائن والاستهدافات منتصراً، في ضوء هذا الالتفاف الدرزي غير المسبوق حوله، ما يقر به الحلفاء والخصوم في آن".
 
من جهة أخرى، أشارت مصادر سياسية واكبت هذه الاتصالات لـ"الشرق الأوسط" إلى أن من قام بالمساعي المشكورة والمثمرة هو رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لافتة إلى أن بري "يدرك التوازنات في الجبل وعلى المستوى الوطني، ويعلم كيف أن صديقه وحليفه وليد جنبلاط يتحول من الدفاع إلى الهجوم، لأن الأكثرية الدرزية الساحقة إلى جانبه وله صداقاته وعلاقاته الدولية، والناس دوماً تلتف حوله". وقالت: "لم يصعّد أو يرد على من تعرضوا له بالشتائم والسباب، بل احتكم للعقل وللقضاء، وهذا أيضاً ما حصن موقعه ودوره".