هذا الخلاف الذي لن ينهي إيران و لن ينهك السعودية بقدر ما يستنزف شعوب البلدين والدول و الشعوب التي تدور في فلكيّهما وهذا ما حصل في العراق و سورية و البحرين و لبنان
 
تتسع كل يوم هوة جهنم ما بين إيران و السعودية و تتسع لأنصار الدولتين وخاصة في اليمن حيث تخاض حرب لا هوادة فيها بين المناصرين حتى الموت لكلا الدولتين وهي تستجمع التابعين المنقسمين على امتداد العالم الإسلامي حيث الإنحياز الأعمى لشيعة إيران و سنة السعودية .
 
تبذل إيران كل ما تملك من إمكانيات من أجل قتال السعودية و تدفع المملكة كل ما تملك من ثروات للنيل و الظفر من الجمهورية الإسلامية الإيرانية في ظل لذة مشتركة بين القيادتين وبين المذهبيين من أهل السنة و الشيعة تكاد أن لا تضاهيها لذة، لا في الأرض ولا في السماء وحالة الإستمتاع السعودي – الإيراني تكاد أن لا توصف سواء في الخسارات المتتالية أو في بعض الأرباح المحدودة ولا ضير بالنسبة لقيادتي البلدين لو ذهبت كل ثراوتهم على قتال بعضهما وبدعم غير محدود لوكلاء الزود عن مصالح البلدين بعنف قلّ نظيره بين الأعداء .
 
يستخدم الطرفان الدين أو مذهبيّ الدين ليطعن أحدهما بالآخر ويحشد المبررات اللازمة لكسب الجماعات الطائفية التي تتغذى على شعارات الموت الطائفي ليكونوا وقود حروبهم التي لا يريدون نهاية لها وهذا ما يتضح في اليمن حيث تستمر الحرب دون رغبة جامحة لإيقافها بل يسقونها بالنفط كي تبقى ملتهبة ومشتعلة لتحرق ما تبقى بين اليمنيين من أمل أخضر .
 
 
ضاعت كل محاولات المندوبين الدوليين سدى لرأب الصدع في اليمن في ظل تعنت سعودي – إيراني وفي ظل مراوحة الدولتين حيث هما لا غالب ولا مغلوب رغم تدمير الكثير من  المدن اليمنية وسفك دماء غزيرة من المتقاتلين ومن الأبرياء وكب مليارات الدولارات على حرب لم تجعل من السعودية منتصرة ولا من إيران مهزومة بالكامل .
 
بعد جولاتهم الخاسرة في السورية بحيث حصد الروسي نتائج الحرب دون خسائر تّذكر بالنسبة له في ظل أموال طائلة للسعودية و للجمهورية الإيرانية غذت الحرب و أضاف عليها الإيرانيون دماءً لا تُقدر بأثمان في حين تراجع السعودي مكتفباً بما دفعه من أموال للحرب و بقي الإيراني باذلاً ماله و مهجته لصالح المصالح الروسية الممسكة وحدها بالورقة السورية و هي تبحث عن من يفاوضها عليها و خاصة  الولايات المتحدة التي أدارت ظهرها للحرب السورية .
 
تدفع السعودية لأميركا كي تحميها من إيران أموال قارون و تدفع إيران لروسيا كي تحمي أنشطتها النووية و حركتها الإقليمية أموال بيت مال المسلمين بحثاً عن قوة متفردة في الشرق الأوسط بما فيها خضوع دول الخليج لسياسات إيران الأوسطية وهذا ما يخدم غير الإيرانيين و غير السعوديين و هذا ما ينعش الأميركيين و الروس الذين يتغذون من أثداء الخلاف الإيراني – السعودي .
 
هذا الخلاف الذي لن ينهي إيران و لن ينهك السعودية بقدر ما يستنزف شعوب البلدين والدول و الشعوب التي تدور في فلكيّهما وهذا ما حصل في العراق و سورية و البحرين و لبنان و هذا ما يحصل في اليمن و من المرشح و صوله الى البلدين تماماً كما حصل سابقاً في المنطقة الشرقية من المملكة أو من خلال ما حصل مع عرب إيران في الإحتجاجات الدموية .
 
من بركة الخلاف السعودي – الإيراني خلافات مستجدة على مناسبات إسلامية وتتنافس الدولتان عليها لتأكيد مرجعيتهما على العالم الإسلامي و هذا ما يبرز في عيديّ الفطر و الأضحى على و جه الخصوص .