الخاسر الأكبر والغائب الأبرز عن المصالحة هو جبران باسيل المستهدف بالكمين المزعوم بحسب ما نُقل عن عون، ومن هنا كانت جلسة بعبدا هي جلسة ( 5 ناقص 1 ).
 
بلا أدنى شك، أن ما شهدته البلاد في الساعات الماضية، والتحولات الحادة بين ما كانت عليه من أجواء تشبه تلك التي سبقت أجواء الحرب الاهلية او على الاقل أجواء قبيل ( 7 ايار )، وانتقلت بسحر ساحر أو بسحر "سفارة " إلى أجواء من المصارحة والمصالحة.
 
هذا التحول الكبير يستدعي من الجميع وقفة تأمل مع الكثير من أخذ العبر والدروس كل بحسب موقعه وحجمه، فرئيس الجمهورية الذي رفض أن يلعب دور "شيخ العشيرة" ارتضى أن يكون "أبو ملحم" وهذا يعني بوجوب أن يقتنع ويقنع من حوله ان من اتى به إلى بعبدا (كما قال النائب المستقيل نواف الموسوي)، فهو مجبر ان يتصرف بما تقتضيه مصلحتهم وعليه هو وتياره أن يقلع عن مقولة "الرئيس القوي".
 
حزب الله يجب ان يتعلم ان قوة السلاح لا يمكن تسيله ب "انتصارات سياسية" وأن المعادلة اللبنانية بتعقيداتها وبلحظة دولية واقليمية هي أقوى من كل الصواريخ والبنادق وعليه قراءة تجربة ( ابو عمار والقوات اللبنانية ) 
 
جبران باسيل عليه ان يتعلم جيدا ان إسقاط تجارب الآخرين عليه، ومحاولة تقليدها، هو ضرب من الغباء، وان خطاب الحرب لا يصلح في زمن السلم، واللبنانيون العقلاء سئموا من الشعارات الفارغة والوعود الجوفاء .
 
اما طلال ارسلان فالدرس الاوحد الذي عليه ان يتعلمه هو ان الهوبرة لا تبني زعامة .
 
 
وليد جنبلاط، المنتصر الاول من كل الذي جرى، عليه ان يدرك وهو يدرك حتما ان حزب الله ومن معه ومن خلفه لن يسكت عن الهزيمة النكراء التي الحقها به، وان " غضب السيد" وإن استكان الآن، إلا أن هذا لا يعني بانه صار بعيدا عن دائرة الاستهداف بالخصوص اذا ما كانت "التسوية" لا تتضمن عودة معمل (فتوش – الاسد) الى الانتاج من جديد 
اذا ما اعتبرنا ان الخاسر الاكبر والغائب الابرز عن المصالحة هو جبران باسيل "المستهدف بالكمين المزعوم" بحسب ما نُقل عن عون، ومن هنا كانت جلسة بعبدا هي جلسة ( 5 ناقص 1 )، يمكننا أيضا القول أن الحاضر الاكبر كان سمير جعجع، الذي اثبت كما كل مرة أن وقوفه الواضح الى جانب وليد جنبلاط  هو خيار استراتيجي بكل ما للكلمة من معنى، فلم يساهم  من خلال موقفه، حماية جنبلاط فقط، بل حمى معه مصالحة الجبل وحمى الحكومة وحمى سعد الحريري وقوّى موقف نبيه بري والاهم من كل هذا وذاك انه حمى الطائف ومعه البلد من طيش صغار القوم، وهذا يعني ان الخروج من أوهام  الثنائية الطائفية من خلال اتفاق "اوعى خيك"، صار حاجة وطنية له وللقوات وللبنان وعليه هو ان يعلن موت هذا الاتفاق المشؤوم بعد ان اعلن عن موته مرات ومرات رئيس التيار الحر .
 
كل ما سيق اعلاه، لا يعدو اكثر من مقاربة لواقع سياسي متخبط ولظروف موضوعية هي اقرب ما يكون كقدر يعيشه اللبنانيون منذ عقود،  ليبقى ان الدرس الابلغ والعبرة الاهم في هذا السياق، هي ما يجب أن يتعلمه الشعب اللبناني بشكل عام  واتباع الاحزاب بالخصوص، بأن مصالح هذه الزعامات ومواقعهم ومكاسبهم هي فوق مصلحة الوطن والمواطن وحياته واقتصاده ومستقبله،،، فهل من معتبر؟!!!!!