الواقع أن كل الرجال وبشهادة الزوجات لديهم هذا الحنين الذي يتحول أحيانا إلى شيء يغضبهن ويثير أعصابهن حين يفرغ هذا الحنين من كل حمولته الشاعرية والرومانسية ويأخذ هذا الحنين لبوس النكاية في الزوجات اللاتي لسن ببراعة ولا قوة أمهات الأزواج النساء غاضبات من رجال معجبين بأمهاتهم ويراودهم الحنين إلى كل ما كانت تقوم به الأم
 
هل لهن الحق في ذلك؟ سؤال تجيب عنه شهادات الزوجات المعجبات بآبائهن، لكن يرفضن هذا الحق لأزواج معجبين بأمهاتهم.
 
"تقول حنان وهي زوجة وأم لطفلين "زوجي رجل مسالم، تزوجنا عن حب ووثقنا علاقتنا بأواصر التفاهم والمودة، ولكن فقد طلع في البحث أن زوجي ابن أمه وهذا التحيز القوي لأمه أو بالأحرى الارتباط المرضي، لمست بوادره في فترة الخطوبة لكني تجاوزت الوقوف عند هذا الأمر اعتقادا مني أنه ليس بحجم المشكلة التي يجب أن تناقش قبل الارتباط، لكن مع الأيام قد يعصف تضخمها بزواجنا مهما كانت متانة رباطه، فزوجي بعد أن ضمنا بيت الزوجية وتعرت كل رتوشات فترة الخطوبة، بدا أنه لايراني إلا من خلال أمه وتصرفات أمه، أو أنه يبحث في عن أم أخرى يبذل قصارى جهده لصياغتها على مزاجه، بدأ أولا بالتعليق المهادن على كل تصرفاتي، من قبيل أمي لم تكن تفعل كذا أو أمي كانت تتصرف بطريقة أخرى، لو واجهتها نفس المشكلة وأصبح شبح
 
(أم زوجي) يطاردني في كل زوايا بيتي وفي كل تصرفاتي من جزئيات ترتيب البيت، إلى الطبخ وتربية الأبناء،تحملت بما فيه الكفاية تبعات هذه المقارنة، على الاقل عندما كان الأمر لايتعدى حدود التعليق أو مجرد التلميح، لكن لما وصل الأمر منطقة الخطر وأصبحت كل تصرفاتي كزوجة لاترضي أو لا تروق زوجي لأنها ليست طبق الأصل لتصرفات أمه أصبح ضروريا أن أثور لكرامتي ومركزي كزوجة لها خصوصياتها ولها قناعاتها الأمرطبعا لم يتقبله زوجي المريض بأمه، وأصبحنا نتشاجر لأتفه الأسباب، ويصيبني هذا الرجل في مقتل عندما ينتقد طريقتي في الطبخ أمام الضيوف ويستحضر دائما نفس المقارنة.
 
 
والنتيجة أن هذه المقارنة المريضة بيني وبين أمه جعلت زواجنا على حافة الفشل فأنا لم أعد أحتمل فقد تحملتهراودته ليتخلى عن هذا الطبع التمست له الاعذار واعتبرت الأمر طبيعيا وعارضا نفسيا قد يستقيم مع طول العشرة، لكنه لايزيد الأمر إلا امعانا كلما تجاوزت عن أخطائه فعلا أقول من هذا المنبر أن هذا المرض، أو الحالة النفسية التي تنتاب بعض الأزواج المريضين بأمهاتهم ليست عارضا، ولكنها مشكلة حقيقية تستدعي البحث في أعماق التحليل النفسي.
 
بعض النصائح لكي تتعاملي مع هذا الزوج:
 
تقول إحدى النساء بأن من تستطيع أن تتعامل مع الأطفال بنجاح غالباً ما تنجح في التعامل مع الرجل.
 
والمرأة الذكية هي القادرة على القيام بأدوار متعددة في حياة الرجل، فهي أحياناً أم ترعى طفولته الكامنة، وأحياناً صديقة تشاركه همومه وأفكاره وطموحاته، وأحياناً ابنة تستثير فيه مشاعر أبوته، وهكذا، وكلما تعددت وتغيرت أدوار المرأة في مرونة وتجدد فإنها تسعد زوجها كأي طفل يسأم لعبه بسرعة ويريد تجديداً دائماً، أما إذا ثبتت الصورة ، وتقلصت أدوار المرأة فإن هذا نذير بتحول اهتمامه نحو ما هو جذاب ومثير وجديد.
 
مفاتيح التعامل مع هذا الطفل الكبير
مفتاح الرحمة والحنان، ومفتاح الكلمة الطيبة والدلال واللطف والمسة الحانية، ومفاتيح المزاح والمداعبة، ومفتاح الدعاء، كلها أشياء يمكن أن تجذب زوجك إليكِ، وتجعله يتخلص من ارتباطه المرضي بوالدته.
 
وأخيراً اعلمي، أن الرجل يحتاج بعض الوقت لكي يعتاد على الانفصال الصحي عن العائلة الكبيرة، بحيث يحافظ على التوازن بين استقلاليته كرب عائلة مسئول وكأبن بار بوالدته، وهذا لا يأتي بين ليلة وضحاها ولكن بالتدريج المستمر لكي لا يترك هذا الانفصال الوجداني جروحاً على كلا الطرفين سواء الأم أو الابن