الإصرار على نشر الإسلام في بلاد الإسلام معناه ذبح مزيد من المسلمين الذين لا تجدهم تلك التنظيمات مؤهلين لكي يكونوا مسلمين.
 

"يقوم الإسلام على مبدأ ممارسة العنف ضد الآخر المختلف". ذلك ما لم يقله الغرب أولا، بل قالته وتقوله جماعة الإخوان المسلمين بكل ما تفرّع عنها من تنظيمات إرهابية وحزب الله والميليشيات الإيرانية في العراق وحركة النهضة في تونس وحركة حماس في غزة من خلال ممارساتها على الأرض.

الإسلام بالنسبة لكل المذكورين يعني حجاب المرأة. ما لم تكن المرأة محـجبة فإن المجتمع يعدّ كافرا يستحق العقاب. والإسلام هو لحية الرجل. فحين يحلق الرجال لحاهم فإن ذلك التصرّف ينطوي على كفر عظيم. أما ربطة العنق فإنها بالنسبة للإيرانيين إشارة خضوع للغرب الكافر.

أن تكن مسلما فذلك معناه أن تخضع لإملاءات الجماعات الدينية المتشدّدة بكل ما تنطوي عليه تلك الإملاءات من تغييب للعقل ومصادرة للحرية الشخصية وإلغاء لقيم المجتمع المعاصر وسخف في المعايير.

في النهاية أنت لستَ حرا في ما تفكر فيه وما تفعله في حياتك ما دمت مسلما. المسلم من وجهة نظر تلك الجماعات هو عبد. ليس عبدا لله كما يتبادر إلى الذهن، بل هو عبد لآلية تفكير همجية من شأن القبول بها أن يؤدّي إلى إقامة مجتمعات تدفعها عزلتها إلى النظر بعدوانية إلى كل ما يقع خارجها.

خير دليل على ذلك الأزمة التي تعيشها إيران منذ أربعين سنة. البرنامج النووي هو جزء من تلك الأزمة. وجه واحد من وجوهها المتعددة. وما الحديث الإيراني المتكرر عن “أم الحروب” إلا نتيجة طبيعية لتلك الأزمة التي يعتقد الإيرانيون أنها لن تُحلّ إلا عن طريق الحرب.

من وجهة نظرهم فإن المسلم الحقيقي هو الذي يقف معهم في تخلفهم وعدوانيتهم وإرهابهم وخروجهم على القانون الدولي وعدم اكتراثهم بنظم العيش التي كدحت البشرية قرونا من أجل الاعتماد عليها في نبذ الحرب وتكريس السلام.العنف هو الحل. بمعنى أن الهمجية هي الحل. تلك هي حقيقة ما يفكر فيه الإيرانيون وأتباعهم.

“الإسلام هو المسيرات الجنائزية واللطم والنديب والزحف وصولا إلى الأضرحة والقبور”. ليس هناك ذكر للمزارع والمكتبات ومراكز البحوث والمسارح والمعامل. هناك مصانع الأسلحة وبرامج الصواريخ، وهي تأكيد على أن الموت يعلو ولا يُعلى عليه.

داعش لم يكن خاتمة. بدليل أن تنظيم القاعدة الذي سبقه لا يزال يعمل وبهمة. حزب الله لم يكتف بلبنان. وحوشه سادرة في غيها تريد التهام الأرض وما ومَن عليها. وهو لم يقفل الباب على معجزاته التي ملأت الأرض من تحت أقدام شهدائه سوادا. “الموت المقدس” أهناك شعار سواه؟

الإصرار على نشر الإسلام في بلاد الإسلام معناه ذبح مزيد من المسلمين الذين لا تجدهم تلك التنظيمات مؤهلين لكي يكونوا مسلمين. يدفع المسلمون ثمن إسلامهم، فيما العالم ينظر إلى المسرحية باعتبارها ملهاة. ذلك لأنه ليس هناك مشكلة حقيقية. المشكلة تكمن في أن المسلمين يحارب بعضهم البعض الآخر من أجل فرض أوهام تصلح مادة لأفلام الرسوم المتحركة.

“أسلمة المجتمعات المسلمة” تلك كذبة ما من أحد يعرف عناصر دهائها مثلما تعرفها إيران والتابعون لها وجماعة الإخوان المسلمين وفروعها. فباسم الإسلام صار حسن نصرالله ومحمد بديع وراشد الغنوشي ونوري المالكي والجولاني وقاسم سليماني وعبدالملك الحوثي زعماء تخضع لهم شعوب، قُدّر لها أن تُستبعد بسبب إسلامها.