يبحث كل واحد منا عن النجاح والتميز، ولهذا نجدنا دائمي البحث عن السمات التي يجدر بنا محاكاتها، ولكن هذا لا يكفي، إذ يجدر بك التركيز على تلك التي لا يجب أن تتبعها.
 
وبحسب مقال نشره موقع فورج الأميركي، تحدث فيه الكاتب والمدون داريوس فورو عن تجربته بلقاء أول شخص ناجح في حياته، والذي أُعجب به كثيرا وسعى لمحاكاته، فلقد كان مبتهجا على الدوام ويمتلك كثيرا من المال.
 
وكان هذا الشخص قد تجاوز محنة وفاة زوجته وحافظ على ابتسامته وطريقته الجيدة بمعاملة الآخرين، كما أنه أخبره بأنه "يسعى لتجنب أن يكون فاشلًا". وبناء على ذلك، عمل على تحديد الأمور التي تجعل شخصا ما غير سعيد وفاشلا وتفقده التحفيز ثم يتجنب ارتكاب الأخطاء ذاتها.
 
وعوضا عن دراسة الأمور التي قادت إلى نجاح الآخرين، اتبع الكاتب نصيحة صديقه الجديد بإيلاء اهتمام وثيق للعادات التي حالت دون وصول الآخرين لأهدافهم.
 
وفيما يلي عشرة حواجز نفرضها على أنفسنا وتقود إلى الفشل، مما يجعلنا نعتمدها إشارة لإعادة تقييم مسارنا وعكسه إن تطلب الأمر.
 
1ـ شارد الذهن على الدوام
في كتابه "الجوهرية"، تحدث مستشار إدارة الوقت غريغ مكيوين عن زميله الذي احتار بمساره المهني واختيار وظيفته. وفي منتصف محادثتهما، نظر الرجل إلى هاتفه وبدأ بكتابة الرسائل، ثم قام بالأمر ذاته بعد مرور عشر ثوان، ثم بعد عشرين ثانية، واستمر في ذلك لبضع دقائق حتى استسلم وذهب بعيدا.
 
ويفكر -الكاتب- بهذه الحادثة عندما يشعر أنه بوضع فوضوي، ويعتمدها طريقة لتذكير نفسه بالتركيز على اللحظة التي يعيشها والأشخاص الذين يكونون برفقته. وفي حال قام زميل مكيوين بتذكير نفسه بالأمر ذاته، فمن المرجح أنه سيحصل على الوظيفة.

2ـ الاكتفاء بالحديث فقط
فعل الشيء أفضل من الحديث عنه، بحسب المستثمر ديريك سيفرس سنة 2010: "أبقِ أهدافك لنفسك"، وذلك انطلاقا من حقيقة أن الإعلان عن مخططاتك يحد من إنتاجيتك ويثبط عزيمتك. ويمكن لثناء الناس عليك أن يضر بإرادتك لاتباع الخطوات التي وضعتها لنفسك.

ويرى سيفرس أنه إذا ما تحدث الفرد عن مخططاته، سينخدع الدماغ ويشعر بأنك أتممت الأمر، وهو ما يطلق عليه علماء النفس اسم "الواقع الاجتماعي". وفي حال شعر الفرد بالرضا، سيكون أقل حماسا للقيام بالعمل الشاق اللازم لتحويل المخطط إلى واقع، ما يعني أنه يجدر بك التكتم بعض الشيء والضغط على نفسك.

3ـ قضاء الوقت مع أصدقاء السوء
يمكن للأصدقاء المحيطين بك دفعك لتقديم أفضل ما لديك، كما أنهم قد يفعلون العكس. وفي حال كنت تطمح لتحسين صحتك على سبيل المثال، فعليك البقاء مع الأشخاص الذين سيشجعونك على إجراء تلك التغييرات في حياتك. أما إذا أردت الفشل، فيمكنك البقاء مع الذين اعتادوا اتباع عادات صحية سيئة.

4ـ التركيز الدائم على الأمور السلبية
وتحدث الكاتب عن زيارة أحد أصدقائه له والتعبير عن حزنه، ليجد أنه يجدر به التركيز على الأمور الإيجابية دون التظاهر بأن الحياة سهلة. ويمكنك النظر إلى الأمور وفق منظور واقعي دون الإشارة إلى السيئ في كل ما يراه. فعندما نواجه يوما سيئا، يجب ألا نكره كل شيء، فذلك يعني أن حياتنا سيئة بكل بساطة.

5ـ المماطلة
واستحضر الكاتب حادثة له مع أحد أساتذته في الكلية، حيث أنه طلب منه تمديد الموعد النهائي لكتابة مقال ما لأسبوع إضافي، ليتوجه الأستاذ إليه بالقول، "هل سيكون مقالك أفضل إذا سلمته في غضون أسبوع من الآن؟". لذلك، يجدر بك تأخير الأمور فقط عندما تستفيد من الوقت الإضافي لتقدم عملا أفضل.

6ـ عدم الاستماع إلى الآخرين
وأوضح الكاتب أن كونك مستمعا جيدا يمكن أن يوجهك لاتخاذ المسار الصحيح، ويساعدك في الحفاظ على علاقات وثيقة وقيمة على المدى الطويل. وفي حين يمكن لأي شخص تعرفه منحك عناقا، لا يقوم أي كان بالاتصال بك ليسأل عن حالك، فيمكنك بذلك اعتماد "فكرة لقاء" قائمة على السؤال عن الآخرين ثم الاستماع إليهم والاهتمام بهم وتكرار ذلك.

7ـ الرضوخ للكسل
لدينا جميعا لحظات إغراء لإلغاء الخطط التي نضعها لأنفسنا، فنحن قد نشعر بأن جهودنا المبذولة لمغادرة المنزل قد تكون جبارة بالمقارنة مع مقدار المرح الذي سنحصل عليه. ونحن بذلك نغفل حقيقة أن التجارب الجديدة تجعل حياتنا جميلة، فأنت لا تشارك بشكل كامل في حياتك عندما تستسلم للكسل، كما أن ذلك ليس عدلا بحق الأشخاص المقربين منك والذين يرغبون بقضاء لحظات ممتعة معك.

8ـ عدم الشعور بالفضول
لطالما اعتاد الناس اتباع صنعة آبائهم في السابق وامتهانها، كما أن النساء كن عاجزات عن اختيار ما يردن، ناهيك عن أن القدرة على تعلم أشياء جديدة كانت محدودة للغاية في المجتمعات القديمة. أما اليوم، فقد أصبح الوصول للمعلومة أسهل من أي وقت مضى، لكن أولئك الذين يستفيدون من هذا الوصول إلى المعلومات هم الذين يقرؤون الكتب ويطرحون الأسئلة ويتبعون فضولهم ويتمتعون بسلطة أكبر لتصور مستقبلهم وتشكيله.

9ـ عدم التصرف بشكل لطيف
وأورد الكاتب أنه يمكنك الاكتفاء بأن تكون شخصا لطيفا. وإذا ما كنتَ تواجه صعوبة في تحديد ماهية الشخص اللطيف، فمن المرجح أنك شخص ذو طباع سيئة.

10ـ الاستسلام
وبحسب تصريح توماس إديسون، "أفضل طريقة للنجاح هي المحاولة لمرة إضافية"، فالنجاح لم يتحقق بسبب امتناعك عن المحاولة، وغالبا ما يتحقق النجاح بعد عدة محاولات فاشلة.