اشارت صحيفة "التايمز" في مقال بعنوان "إسرائيل تهاجم المليشيات الشيعية في حربها الخفية ضد ​إيران​"، مع انطلاق حرب أخرى في منطقة الشرق الأوسط الشهر الماضي، الى إن "إسرائيل وسعت من دائرة استهدافها لإيران"، وذلك نقلا عن مقال في جريدة الشرق الوسط ​السعودية​ لأحد الدبلوماسيين الغربيين.
 
واوضحت الصحيفة البريطانية إنه من شبه المؤكد الآن أن ​الطائرات الإسرائيلية​ قصفت العراق مرتين في الشهر الماضي، ربما كانت إحدهما بواسطة طائرة بدون طيار، وذلك للمرة الأولى منذ أن دمرت قواتها المفاعل النووي العراقي في عام 1981.
 
ولفتت إلى "أن الهجومين اللذين استهدفا القواعد التي تديرها التنظيمات الشيعية المدعومة من إيران، يفتحان جبهة جديدة في لعبة معقدة من الهجمات غير المحددة و تعدي الحدود، في حين تكاد الحروب تنتهي وتتلاشى في ​سوريا​ والعراق"، وذكرت إن الهجوم الأول والذي استهدف قاعدة عسكرية يستخدمها "فيلق بدر" في منطقة قرب آمرلي في محافظة صلاح الدين وكان بها قوات من الحرس الثوري الايراني وكتائب "حزب الله"، طغى عليه خبر احتجاز إيران لناقلة نفط بريطانية فلم يأخذ حيزا كافيا في الإعلام.
 
تلى ذلك بـ 9 أيام هجوم آخر على مخيم أشرف شمال شرق ​بغداد​، التابع لفيلق "بدر" الذي يقوده ​هادي العامري​ الذي يوصف بـأنه "أحد صانعي القرار السياسي الأكثر أهمية في العراق"، مخلفا أكثر من 40 قتيلا من ضمنهم أعضاء في ​الحرس الثوري الإيراني​. وبحسب الصحف الإقليمية فإن جميع الأدلة تشير إلى إسرائيل.
 
ولفتت الى أن أدلة سربت بعد الهجومين أشارت إلى أن الموقع الأول كان يحتوي على صواريخ متوسطة المدى داخل شاحنات تبريد وأن شحنة أخرى من الصواريخ وصلت للموقع الثاني من الحدود مع إيران. واشارت الى إن "العراق حليف مهم للولايات المتحدة وفي نفس الوقت تربطه علاقات قوية بإيران وهي تحاول الموازنة في علاقاتها مع البلدين شديدي الخصومة".
 
واوضحت "التايمز" أن على رأس أولويات إسرائيل تفجير مواقع في سوريا تستخدمها إيران لبناء وإنشاء وجود عسكري لها هناك، ونقل عن قادة إسرائيليين قولهم إنه إذا استُخدمت مواقع ومعسكرات المليشيا في العراق لبناء وجود إيراني هناك فإنها لن تكون محصنة من القصف. وحركت إيران صواريخها متوسطة المدى (700 كيلومتر) لتغطي مدى يكفي لضرب تل أبيب من العراق.
 
ونقلت عن العميد أول المتقاعد عساف أوريون، مدير التخطيط الاستراتيجي في ​الجيش الإسرائيلي​ سابقا قال فيه إن "أحد زملائه يعتقد أن الصواريخ كانت تأتي من إيران إلى الكتائب الشيعية في العراق "فيلق بدر و​كتائب حزب الله​" وإنها طورت خط اتصال مع إيران يسمح لهم باستيراد صواريخ ومعدات دون موافقة الحكومة".
 
وأشارت إلى تصريح أدلى به أوريون لصحيفة "التايمز" قال فيه إنه ليس لدية دليل على أن إسرائيل هي من نفذ الهجوم، لكنه قال "إذا حاولت إيران بناء قواعد عسكرية في العراق، فمن الأرجح أن تحاول إسرائيل كبحها".
 
وختمت بالإشارة إلى أنه من المستبعد أن تمنع الولايات المتحدة اسرائيل من تنفيذ مثل هذه "الهجمات"، وأن المسؤولين الأميركيين كانوا على علم مسبق بالهجوم، وأن اسرائيل ستستمر في تنفيذ هجمات على جيرانها إذا استدعت الضرورة ذلك، وأنه ليس من مصلحة أحد أن يقول أي شيء حيال ذلك.