يتداول ناشطون سوريون بالإضافة إلى مواقع إخبارية، خلال الأيام الماضية، فيديو لشاب سوري يدعى خالد الأحمد.

 

وبحسب شريط الفيديو الذي انتشر بشكل مكثف على وسائل التواصل، فإن المدعو الأحمد هو عرّاب حصار المدن السورية، والشخص المقرّب من حوت الاقتصاد سامر الفوز.

فمن هو خالد الأحمد؟

 

هو خالد عبد الله الأحمد، اليد اليمنى لرجل أعمال النظام السوري سامر الفوز، وهو ابن السياسي وعضو حزب العربي الاشتراكي عبد الله الأحمد.

 

ورد اسم خالد الأحمد، في ما عرف عام 2012، بتسريب إيميلات خاصة ببشار الأسد، على أنه أكثر الأسماء التي تخاطب الرئيس عبر البريد الإلكتروني في الشأن الأمني، وفق الرسائل المسربة التي توحي بأنه يتنقل بين المدن السورية التي تشهد أبرز الاحتجاجات (آنذاك).

 

وبعدما اتخذت الجامعة العربية قرارات بتعليق مشاركة وفود الحكومة السورية (النظام) في مجلس الجامعة، أرسل الأحمد رسالة إلى بشار الذي يستخدم اسم "سام" يقترح فيها تشديد القبضة الأمنية أكثر على حمص، كردّ على قرارات الجامعة العربية التي يراد منها وفق الأحمد، دفع الشارع السوري إلى مزيد من التحرك.

 

وقال في الرسالة بحسب الهكرز الذي اخترق إيميل الأسد آنذاك: "يجب أن نشدد القبضة الأمنية وأن نباشر عمليات استعادة هيبة الدولة والسلطة في مناطق إدلب وريف حماة وبكل الوسائل".

 

ويعود الأحمد في الرسالة ليضيف: "اتفقت مع أبو زياد على خطة عمل للتعاطي مع الشارع العلوي، وسأعود إلى دمشق خلال 48 ساعة لزيارة بسام لاطلاعه على موضوع الدرع الشبكي".


وأضاف في ثنايا الرسالة أن "هناك نقلة نوعية على جبهة العلاقة مع البدو في منطقة حمص خلال الأيام القادمة".

 

وفي رسالة أخرى عاد الأحمد ليعبر للأسد عن استيائه من تدهور الأوضاع الأمنية الميدانية، قائلاً: "للأسف ليس هناك من رجال الدين ورجال الأعمال المعروفين من ليس متورطاً في الخطف والقتل والتحريض".

 

وأضاف: "حصلنا على عدد جيّد من الأسرى منذ ساعات وكشفوا لنا أسماء البعض الآخر"، موضحًا: "حمص بحاجة لسطوة الدولة والحقيقة أنه يحزّ في نفسي ويؤلمني هذا البطء الأقرب إلى التآمر في تنفيذ جدول الأعمال المتعلق بخطة تطويق المدينة وإغلاق المعابر وتفعيل الحواجز، ما يجعل جهودنا السياسية تضيع سدى".

 

وفي العشرين من نوفمبر 2012، يزف الأحمد بشرى إلى الأسد. ففي رسالة جديدة، يشير إلى صحافي أميركي يقيم في بيروت، ويعمل لصالح قناة إنكليزية ناطقة بالعربية تمكن من دخول بابا عمرو، ويزوّد السلطة بمعلومات، وأنه رأى صحافيين أجانب دخلوا تهريباً إلى بابا عمرو. هذا الصحافي ذاته، سبق وأرسل بسيرته الذاتية في الثالث عشر من نوفمبر إلى السيدة هديل، والتي قامت في حينه بإرسالها إلى الأسد مباشرة، الصحافي المذكور كان يطلب لقاء بشار الأسد.

 

هديل كانت قد كتبت لبشار الأسد أن خالد الأحمد هو الذي زكاه لها، لأنه يكتب مقالات في صالح النظام السوري، لا سيما وأنه كما تقول: "يقدم الطائفة العلوية بطريقة جيدة في كتاباته الصحفية".

 

وتظهر إحدى الرسائل التي تمت تغطية اسم مرسلها الأصلي ومحولة من خالد الأحمد إلى كل من هديل وشهرزاد الجعفري أن "الصحافي بول وود من بي بي سي تم تهريبه إلى حمص" عبر لبنان.

الصحافة الأمريكية

 

وقبل نحو عام، ورد اسم "خالد الأحمد" كمستشار غير رسمي لبشار الأسد، وفقاً لموقع "غراي زون بروجيكت" الأمريكي، الذي قال إن "الأحمد" هو المستشار الخفي لبشار الأسد في الدول الغربية، وله دور في إقناع الغرب والولايات المتحدة بالحفاظ على النظام السوري.

 

وقال الموقع، إن "بشار الأسد اختار الأحمد وهو رجل أعمال ينحدر من مدينة حمص ليكون مستشاره خارج سوريا وصلة الوصل معهم، وخاصةً أن مستشاريه الرسميين غير أكفاء ويفتقدون إلى المرونة والبراعة في التحدث إلى الغربيين دون أن يبدوا مثلهم، حيث يظهروا بصفتهم الحقيقية، بعثيين متحجرين من جهة وخيانة بعضهم من جهة أخرى" .

 

وأضاف الموقع بحسب ترجمة "نداء سوريا" أن "إستراتيجية الأحمد كانت تعتمد على خطوتين، الأولى هي إقناع الغرب والولايات المتحدة بأنه هناك دولة ويجب الحفاظ عليها، والثانية كانت دعم المصالحة كطريقة لبناء جدار ضد انتشار النفوذ السلفي، وقد ساعده في ذلك عدم وجود اسمه على قوائم الإرهاب مما منحه ميزة للتنقل بين الدول الأوروبية وأمريكا. وبالرغم من أنه استطاع ببعض الملفات التأثير على البيت الأبيض وسياسة الأمم المتحدة، إلا أن الكثير من المسؤولين الغربيين يعتبرون الأحمد مجرماً وبوقاً للنظام السوري".

 

وبدأ الأحمد بالتعامل مع بعض الشخصيات التي وصلت إلى القيادة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام أو المحاصرة، وعمد إلى تقديم الدعم ليكونوا أصحاب مصلحة ومن ثم أجبر الناس على الاختيار بين القتال وبين الخدمات التي ستقدم عن طريق القادة، والانتقال تدريجياً إلى حياة خالية من الحروب.

 

ويشير التقرير إلى أن الأحمد ربما لم يقنع الغرب بقبول النظام السوري، لكنه أقنع المسؤولين الرئيسيين بعدم تمويل المزيد من الحرب والقتال. ووفقاً لأحد الناقدين الغربيين فإن "لقاءات الأحمد مع الغربيين والمعارضة كانت مجرد عرض جيد واستخدم التسويات ذريعة للغرب لكي يخفف الشعور بالذنب بشأن التخلي عن الثورة السورية".

 

واعتبر الموقع أنه لم تسفر سنوات التواصل التي قام بها الأحمد نيابةً عن النظام إلى تغيير.