المسكين طلال أرسلان، يعتقد بأن إصرار فخامته وتشدده بمطلب الإحالة على المجلس العدلي، هي حرصا منه على الدم الدرزي
 
التشدد الذي يبديه رئيس الجمهورية ويدعمه بذلك حزب الله، والذي أدخل الحكومة في الكومة للشهر الثاني، وتعطيل جلساتها في وقت تشهد البلاد أكبر أزمة إقتصادية تهدد بانهياره كما يؤكد على ذلك كل الخبراء الاقتصاديين، إنما مرده لسبب أوحد وهو اقتناع رئيس البلاد بأن المستهدف بالحادثة هو صهره حصرا وأن "الاغتيال والكمين كان موجها لجبران باسيل". 
 
فإذا كان الموقف يوم تشكيل الحكومة في 2009 ما قاله حينها الجنرال: "حلو عن هونيك شغلة بالتيار،، وإذا مش عاجبكن جبران باسيل دقوا راسكم بالحيط، وإذا ما كفاكم في حيط الصين الكبير ،،،، ولعيون صهر الجنرال ما تتألف الحكومة" .
 
وعليه، فمن الطبيعي اليوم أن يكون الموقف هو الموقف، والقول الذي لم يقله الرئيس بشكل واضح هو نفس ما قاله الجنرال بالأمس وإن لم يفصح عنه صراحة :  "اذا كان"الكمين" موجها لصهر الرئيس فعمرها ما تجتمع الحكومة" ! 
 
 
 
المسكين طلال أرسلان، يعتقد بأن إصرار فخامته وتشدده بمطلب الاحالة على المجلس العدلي، هو حرصا منه على " الدمالدرزي" ووقوفا إلى جانب تكريس زعامة خلدة وخدمة للتحالف بينه وبين العهد والتيار، 
ومساكين هم أهالي الشابين الضحيتين رامي سلمان وسامر ابو فراج، الذين سقطا بالحادثة المشؤومة، لأنهم يعتقدون بأن دماء أولادهم لن تذهب هدرا وأن رئيس الجمهورية لن يستكين ولن تغفوا له عين حتى تأخذ العدالة مجراها ويتحصل حقهما وينال الجاني عقابه العادل، وأن دماء رامي وسامر، هي أهم حتى من نجاح العهد وأن الرئيس القوي، حاضر أن يضحي بالبد كل البلد من أجل رامي وسامر.
 
لا يعرف المير ولا أهل الضحايا (من الجانبين)، أن كل القضية عند فخامته وكل هذا التشدد هو "لعيون الصهر" ولا شيء دون ذلك، وأن اقتناع الرئيس بأن صهره هو المستهدف "اغتيالا" كان أو حتى "منعا" من زيارة الجبل هي وحدها من يجعل للقضية ذات أهمية وتأخذ عنده كل هذا الحيز والاهتمام.
 
وعليه، فإن حل القضية هو بمنتهى البساطة، وعلى الساعين لإيجاد المخارج وعودة المياه إلى مجاريها وعودة الحكومة إلى جلساتها، ووضع القضية بنصابها الطبيعي هي الممر الاجباري الأوحد الذي يجب أن يسلكوه ببساطة وسهولة وهو عبر إقناع فخامة الرئيس بأن "المستهدف" لم يكن الصهر المعظم، ولا ضير بعد ذلك إن كانت الحادثة عفوية أو كمين مسلح، ولا ضير بعد ذلك إن كان المستهدف هو الوزير صالح الغريب أو المير أرسلان أو حتى الياس أبو صعب، ولا هم من يقف خلف هذا "الكمين" إن كان وليد جنبلاط أو سيلفستر ستالون، المهم أن يكون الصهر خارج الاستهداف.
 
 إقنعوا الرئيس بذلك لأن فقط هكذا يمكن أن يكون حل عقدة "قبرشمون".