فراس الأسد يُهاجم النظام بكل أركانه السابقين والحاليين، بما فيهم والده المتهم بارتكاب مجازر حرب فظيعة في حماة عام 1982.
 

من جديد، عاد الجدال الحاد  بين اثنين من أبناء، نائب الرئيس السوري الأسبق، رفعت الأسد، عم رئيس النظام بشار الأسد.

وفي منشور عبر صفحته الخاصّة على  "فيسبوك"، اتهم فراس رفعت الأسد، والده، بمحاولة نشر شائعة أسطورية عنه، تقول إنه تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة، في ظل الخلافات الحادة بينه وبين أخيه حافظ الأسد، وإن الرصاص الذي اخترق جسده عجز عن قتله، إلا أن الضباط المقربين منه، نصحوه بعدم نشر هذه الرواية الأقرب إلى التكذيب والسخرية.

وجاء في الرسالة التي وجّهها فراس رفعت الأسد، منذ بعض الوقت عبر فيسبوك:
"إلى دريد ابن رفعت اللاأسد، ليس ذنبي يا دريد أن عمك كان قد انتصر على أبيك، و ليس ذنبي أن ابن عمك أصبح حاكما لسورية و ترك لك حكم صفحة فيسبوكية كجائزة ترضية..

و ليس أكيدا أن ولاية العهد كانت ستؤول إليك فيما لو كان أباك قد انتصر على عمك كما كنت تأمل، فأنت تعرف أن أخاك الأصغر بالنسبة لأبيك اليوم هو كل شيء، و لا أشك بأن آل الخيّر -و أنت تعرف من أقصد من آل الخيّر- كانوا سينقضون عليك بكل قوتهم و يركنونك جانبا بعيدا عن طريق أخيك، فنفوذهم كان ليكون بلا أدنى شك أضعاف النفوذ الذي خبره السوريون لمحمد مخلوف و أولاده نظرا لفارق العلاقة بين الخيّر و رفعت الأسد من جهة و مخلوف و حافظ الأسد من جهة أخرى.. و كل من يحيط بأبيك يعرف ماذا تعني حصتنا من آل الخيّر بالنسبة لأبيك و سيطرتهم المطلقة عليه.."

وتابع:" ليس ذنبي يا ابن قائد سرايا الدفاع أنك لم تصبح زعيما للفرسان و قائدا عظيما..

ليس ذنبي أن المرحوم باسل كان قد حرمك من متابعة المنافسة في بطولات الفروسية و قال لك -بحسب قولك- أن الناس ما “بتتحمل بطلين من بيت الأسد”..

ليس ذنبي أن أحلامك في حكم سوريا قد تحطمت أمام عينيك..

ليس ذنبي أن أبيك لم ينقض على عمك في كفرسوسة -كما كنت تريد- عندما كانت الفرصة متاحة له و هو محاط بدبابات سرايا الدفاع و عمك كان معه بضعة مرافقين فقط و منهم باسل الذي قلت بأن وجوده مع أبيه أيضا كانت فرصة لا تعوض.."

وكتب:" ليس ذنبي أنك تتهم أباك بالجبن و التردد و تحمله مسؤولية سقوط أحلامك في مستنقع الخيبات..

ليس ذنبي أن “مخلوفهم” قد تكبّر على “مخلوفك” و وضعه في مقام كنت ترجو غيره

ليس ذنبي أنك تعيش في أمجاد لا توجد إلا في عقلك فقط..

ليس ذنبي أن ابن عمك رفض شروط أبيك -شروط بيت الخّير- للعودة إلى سوريا..

ليس ذنبي أنني تفاجئت في أوروبا -في ظل أبيك- أن كل ما تعلمته عن الوطن و الوطنية كان كذبا و نفاقا..

ليس ذنبي أنني صعقت من طلبات أبيك لجوليان إيمري و فرنسوا دوغروسوفر..

ليس ذنبي أنني اكتشفت في أوروبا حجم الكذبة التي يعيشها كل مواطن في سوريا..

ليس ذنبي أنكم تحاربونني منذ واحد و عشرين عاما لأنني أرفض زيارة أبيكم أو حتى التحدث إليه هاتفيا..

ليس ذنبي أنكم من عشاق السلطة و الزعامة و الحكم و أنا من عشاق السلام و المحبة و التساوي بين الناس

ليس ذنبي أن الشعب السوري قد قام ضدكم لأنكم أوصلتموه إلى حالة اليأس و الانفجار..

ليس ذنبي أنني أرفض قتل و تعذيب الأبرياء و اغتصاب النساء في السجون.. ليس ذنبي أنني خلقت على طبع غير طبع الإجرام و التوحش و الافتراس..

ليس ذنبي أن قلبي ينكسر على كل طفل سوري يسقط في قصف مجرم لغاصب حقير أو لمحتل قذر.".

وقال:" ليس ذنبي أن قلبي ينفطر على عشرات الآلاف من شباب سوريا الفقراء الذين سقطوا شهداء و الذين وجدوا أنفسهم يقاتلون في صفوف الجيش السوري ليحموا نظامكم الذي كان يمكنه أن يتفادى كل ذلك بشيء من التواضع اتجاه شعبه.. هل كان عمك حافظ ليرضى على نفسه أن يصبح لافروف و سليماني يأمران و ينهيان في أمر سوريا كوطن و شعب و جغرافيا..؟ والله لكان علق مشنقة عاطف نجيب و رامي الحرامي في ساحات درعا و دمشق محاولة منه لإرضاء الشعب السوري و تفادي انهيار البلاد.."

وسأل:"لماذا على ابن القرداحة أن يموت و شباب بيت الأسد يملؤون الشوارع ضجيجا بالمرسيدسات، و المقاهي بالأراكيل، و الفيسبوك بالعنتريات..؟

لماذا على ابن المزيرعة و جبلة و مصياف و طرطوس و حمص أن يموت و ابن رامي مخلوف يتفاخر بسياراته و طائراته في دبي؟

لماذا أنت و أخوتك لا تقاتلون؟"

وأضاف:"حتى أخواتك يلي بأوروبا رايحين جايين على الشام.. طيب يا أخي اعملولكون سياحة يومين زمان على شي جبهة!!

والله لا أتمنى لأحد فيكم أن يصيبه أذى و لكن ماذا عن دماء مئات الآلاف؟!!! أليسوا بشرا مثلكم؟ هل أولادكم أغلى من أولاد الفقراء؟

يلي بدو يقول للناس تحارب.. بدو يحارب يا ابن القائد..!

يلي بدو يطلب من أولاد الناس تموت.. بدون يكونوا ولادو واقفين بأول الصف!

فعلا ما عم أفهم شغلة.. أنو يعني ربنا خلقكم للزعامة و خلق العلوي الفقير ليموت كرمال هالزعامة؟"

وأردف:"ليس ذنبي يا ابن الدكتور أنكم قتلة و مجرمون و سفاحون تدمرون بلادكم و تسحقون شعبكم و تتسببون بقتل مئات الآلاف و تخضعون بلادكم للاحتلال الأجنبي من أجل كرسي..

ليس ذنبي أنني لا أريد أن أحمل وزر ذلك أمام الله و ضميري..

ليس ذنبي أنني لا أريد لأولادي أن يحملوا وزر كل ذلك القتل و الإجرام و الاستخفاف بأرواح الملايين من البشر..

ليس ذنبي أنني خفت من اليوم الذي سوف يسألني فيه أولادي عن موقفي من كل ما حصل..

ليس ذنبي أنني أحمي أولادي من لحظة يكبرون و يقرأون فيها ماذا فعل جدهم في تاريخه و أنا الذي علمتهم أن يحترموا حتى حقوق الحيوان..

ليس ذنبي أنني أردت القطيعة مع كل هذا التاريخ حتى يحترمني أولادي عندما يكبرون وحتى أكون الحلقة التي تنكسر و تنفصل عن سلسلة الإجرام فتفصل بينها و بين سلسلة جديدة تفيض بالمحبة و الإنسانية..

ليس ذنبي أن الكثيرون من شعبنا يصدقونكم و أنتم تريدون أن تكذبوا إلى أبد الآبدين..

ليس ذنبي أن الكثيرون في شعبنا لا يدركون معنى الوطن فيعتبرون أن من يسرق بلادهم بطولها و عرضها ثم يعطيهم بعد ذلك بيتا أو سيارة أو راتبا ليشتري منهم ولاءهم فإنما هو يتفضل عليهم و على أولادهم..

ليس ذنبي أن ضميري يجبرني على كتابة الحقيقة للناس حتى أضيء شمعة في عتمة تفرضونها على العقول منذ خمسين عاما..

ليس ذنبي أن قلبي قد انكسر على فادي القوزي -سائقي الفقير- الذي قتلته حربكم اللعينة هذه..

ليس ذنبي أنني أرفض الانتماء إلى عائلة لها ألف وجه و وجه، إلى عائلة لا تحلل و لا تحرم، إلى عائلة لا تعرف الله و لا الضمير، و لا يعرفها الله و لا الضمير..

ليس ذنبي أنكم تكنزون صناديق الذهب و الألماس و الآثارات في أقبية “فوش” بينما يموت الفقراء على الجبهات دفاعا عنكم و هم يهتفون لكم..

ليس ذنبي أنني لم أتمكن من الفخر بكم و أنا أعرف الحقيقة.."

وجاء في الرسالة أيضًا:" ليس ذنبي أنني رفضت أن أكون عميلا رخيصا للأجانب..

ليس ذنبي أنني صرخت في وجه ذلك العقيد السعودي و قلت له أن يحمل هو بنفسه حقيبة المال إلى السيارة..

ليس ذنبي أن أبوك أرادني ذليلا أمام الآخرين من أجل المال..

ليس ذنبي أنني أرفض الحرص على حصتي من إرث أبيك المالي بينما تحرص عليها أنت بأسنانك و مخالبك و أنيابك و لهذا تتنطح إلى الرد عليي في كل مرة أتعمق بذكرياتي أكثر فأكثر حتى يرضى أبوك عن أدائك الجيد

ليس ذنبي أن لدي أخ لم يفكر يوما في خصم ثمن كوب واحد من العصير من فاتورة أخيه على مدى سنوات و هو يأكل في مطاعمه..

ليس ذنبي أن ربك هو المال يا دريد.. و هو ليس ربي!

ليس ذنبي أنكم لا ترون في العلويين سوى قطعانا من البقر لتحلبونها و الحمير لتركبونها

ليس ذنبي أن أبوك رفض طلباتي المتكررة -عبر أخوتك- للقطيعة مع الماضي، و الاعتراف بالذنوب، و وضع كل إمكانياته المادية في خدمة الفقراء و أبناء الشهداء و المحتاجين من السوريين في الداخل و الخارج..

ليس ذنبي أن المال لديكم أغلى من دماء الملايين..

بلّغ أباك يا هذا بأنني أقول له أفٍّ و أفٍّ و أفٍّ..

بلغه بأن القرآن -الذي لم يؤمن به يوما- لم يقصده هو شخصيا في تلك الآية الكريمة فالآية تحدثت عن الوالدين من أبناء آدم من البشر..

بلغه بأن الخوف القديم قد زال من القلب..

بلغه أن كان عليه ألا يتردد في رميي في بحيرة جنيف يوم حملني إليها فرسانه الصناديد المغاوير.. لكان الآن مرتاحا مني و من كتاباتي..

بلغه أن إرادتي اليوم قد أصبحت لا تقهر فأمي قد تجاوزت الثمانين و المرض لم يعد يترك لها مكانا لهمّ آخر مثل همه..

و بلغ نظامك في دمشق أن أمي الذي يحرمني من زيارتها سوف أراها.. ان لم يكن في دمشق فسيكون على أبواب السماء..

قل لهم بأن حذاء أمي برؤوسهم جميعا..

و أخيرا يا دريد.. يا ابن أبو دريد.."

وقال:" إياك أن تقول مرة أخرى أنك أخي، نحن لم نكن يوما أخوة، و لم يكون يوما أبوك أبي..

إبحث في صفحتي منذ ثمانية أعوام و حتى يومنا هذا، ابحث في مئات المرات التي تحدثتُ فيها عن أبيك في ذكرياتي أو في تعليقاتي، سوف لن تجدني مرة واحدة أسميه فيها بأبي -و لا مرة واحدة- و أقول والدي حتى أوضح كلامي و حتى لا يضيع الناس في فهم الحديث.. أما أبي فلا..

بيني و بينكم دماء مائة ألف علوي فقير -أو يزيد- قتلوا ليحافظوا على عروشكم.."

وأضاف:" بيني و بينكم دماء نصف مليون سوري فقير -أو يزيد- قتلوا لأنكم قلتم لهم فسادنا قدر، و استبدادنا قدر، و سجوننا قدر، و قهرنا قدر، و نحن ربكم الأعلى الذي سوف تعبدون..

حتى عاطف نجيب الفاسق و رامي مخلوف السارق قلتم لهم بأنهم قدر.. فكفرت الناس بكم و بالوطن و بالقدر..

بيني و بينكم أشلاء الآلاف من أطفال سوريا التي مزقت براميلكم و قصفكم العشوائي أجسادهم و طمرتهم تحت ركام بيوتهم..

بيني و بينكم دماء سائقي الطيب الفقير فادي القوزي..

بيني و بينكم صحراء شاسعة كل حبة تراب فيها تصرخ أنكم ظالمون..

بيني و بينكم بحار ما ارتفعت فيها موجة إلا لتشير إلى فجوركم و تجبّركم على الناس.."

خاتمًا:" بيني و بينكم كلمتان و حرف..اصمت..لن أصمت!"

اللافت في توجهات أبناء رفعت الأسد، أن دريد ينتقد حكومة النظام، مع تأييده لبقاء النظام، وتمجيده الدائم لوالده، فيما يهاجم أخوه فراس، النظام بكل أركانه السابقين والحاليين، بما فيهم والده المتهم بارتكاب مجازر حرب فظيعة في حماة عام 1982.