لعل من يستجيب لإنقاذ ما تبقى من هيكل فيما بينهم بعيداً عن الإرتهان لنظامٍ أو تنظيمٍ أو دولةٍ أو منظمةٍ، لأن لبنان في مهب الريح تتقاذفه العواصف من كل اتجاه.
 

حضرة الدكتور جعجع، أنا لا أحب السياسة، وخصوصاً السياسة اللبنانية التي لا يمكن فهمها، حتى لو عاد من قبره واضع علم "المنطق" الفيلسوف "أرسطو" وأراد أن يضع للسياسة اللبنانية حداً تاماً، وجامعاً مانعاً، لما استطاع ولو استعان بكل الفلاسفة، لأنَّ الدولة اللبنانية بكل أركانها وطاقاتها تتميَّز "بتقبيل الخدود والأيادي" ويتولاّها مجموعة من الأحزاب تحت مظلة "طائفة ـ دين ـ مذهب ـ حزب " ويتميزون بالمواهب المتعددة التي جعلت منهم رجالاً ناجحين ومتفوقين في كل الشهادات العالمية والكونية، وفي أعمالهم وتجاراتهم وشركاتهم..
 لكنهم يقفزون بخفةٍ لا يمكن لأحد أن يرى البراعة والجودة في عملية القفز، إنهم أهل السياسة في لبنان، وأصحاب الهدر والنفاق، فالكل له "تيريزه" داخلياً وخارجياً.

 والسياسية اللبنانية تتناطح وتتقاذف مصير البلاد والشعب وأهلها في عراكٍ لا طائل له ولا منقذ من نار الهاوية، كلهم متواطؤون، وكلهم متورطون، وكلهم مسؤولون، والكل على حق، ولكن أي حقٍ سيبقى وأية حقوقٍ ستبقى بعد أن ينهار الوضع الإقتصادي وتغص مقابرنا بأهلها وروَّادها، ولا يهتز لأحد أي جفنٍ أو تهتز شعرة واحدة في أبدانهم، لما نعانيه من فقرٍ وخوفٍ ومرضٍ وجوعٍ، بل تهتز أجسامهم تحت تأثير اللذة عندما تقبِّل خدَّ "تيريز".

 والبعض غارقٌ في ناسوته وناهوته، والآخر في ملكوته ما بين الكواعب والكعاثب والأتراب...! نحن في لبنان لم نعد بحاجة إلى سياسيين ولا إلى رجال دين، نحن نبحث عن ضمائر ترحم هذا الشعب وترحم لبنان وأهله، وتنقذه من هذا الفراغ المدمِّر الذي طال زمنه، لعل من يستجيب لإنقاذ ما تبقى من هيكل فيما بينهم بعيداً عن الإرتهان لنظامٍ أو تنظيمٍ أو دولةٍ أو منظمةٍ، لأن لبنان في مهب الريح تتقاذفه العواصف من كل اتجاه، لعلنا نرى بصيص أملٍ يعيد إلى أجيالنا وأوهلنا وأولادنا شيئاً من الطمأنينة والثقة كي نستعيد الحلم بمستقبلٍ واعدٍ وأفضل،لأننا لا نسمح للتاريخ أن يضعنا في عداد الضحايا وسنبقى نحفر بأي وسيلة تحدث خربشات على خد "تيريز"... دمتم موفقين.