نقرر أن نبتعد قليلا عن زخم الحياة فنبحث عن بدائل، لكن كثيرا ما نتردد قبل اتخاذ قرار السفر بمفردنا، لكن في الآونة الأخيرة بدأت ظاهرة "السفر المنفرد" أو (سولو ترافيلينغ) solo-travelling في الانتشار.
 
ولجعل الأسفار المنفردة أكثر متعة، يمكن اتباع عدد من الخطوات قبل وبعد السفر:
 
أولا قبل السفر:
 
- اللغة
 
عائق اللغة قد يكون حاجزا بيننا وبين شعوب في دول كثيرة نرغب في زيارتها..
 
ولكن مع التطبيقات الحديثة أصبح حاجز اللغة يختفي تدريجيا بحيث لم تعد اللغة تشكل عائقا في السفر إلى أي مكان.. إذ يمكنك تعلم بضعة كلمات من لغة الدولة التي ستزورها حتى وإن كنت على يقين من أن أهلها يجيدون الإنجليزية، فبمجرد محاولة الحديث بلغتهم سيشعرهم ذلك بالتقدير.
 
ولكن لا تقلق إن لم يكن لديك الوقت يمكنك استغلال ساعات السفر الطويلة في التمرن على ذلك، عبر تطبيق "دولينغو" الشهير، فقد تمكنت من اتقان أهم 5 جمل لي قبل سفري إلى مدينة برشلونة الإسبانية بواسطة هذا التطبيق.

- التخفف من أعباء السفر

لكي لا أشعر بوطأة الأمر عندما أرغب في التنقل من مكان إلى آخر، كان علي أن أفاضل بين أخف الكتب وأكثرها متعة، كما أعد قائمة بأغانٍ سأقوم بتحميلها من الإنترنت في المنزل قبل السفر، حتى لا أقع في فخ "التحميل أثناء السفر" الذي قد يكون مكلف مادية وزمنيا.

وأخيرا أجهز "عصا السيلفي" أو التصوير الذاتي.

- الابتعاد عن الفنادق

قد يكون هذا الأمر غريبا بعض الشيء، لكن هذه الخطوة ستشعرك بالمذاق الحقيقي للمدينة التي تكتشفها، فالفنادق بقدر ما توفر لك الخصوصية تعزلك تلقائيا عن البيئة المحيطة.

وبالطبع البدائل متاحة بكثرة في أي مدينة ترغب في زيارتها، ويمكن استبدال الفندق بنزل جيد، يحظى بتقييم مرتفع على المواقع العديدة التي توفر مثل هذه الخدمة، مثل موقع "هوستل وورلد".

ووفق لموقع هوستل وورلد، المتخصص في تقييم النزل، فإن عدد حجوزات المسافرين بمفردهم داخل تلك النزل ارتفع بنحو 42 بالمئة عن الفنادق مقارنة بالعامين السابقين.

يوفر لك النزل فرصة لقاء أشخاص جدد إما من خلال مشاركتهم الغرفة، وهناك العديد من الغرف التي تسمح لك بالمشاركة مع الاخرين دون المساس بخصوصيتك. فهناك غرف للفتيات فقط وأخري للذكور- إضافة لآنك ان اثرت الانفراد بغرفتك ف أغلب النزول تقيم نشاطات اجتماعية يومية ستمكنك حتما من التعرف على شخص أو اكثر.

الإقامة في "نزل" لا تعني بالضرورة جودة أقل ففي بعض الأحيان قد تصل تكلفة الليلة في نزل ضعف الإقامة في فندق، ويرجع ذلك إلى مستوى الخدمة المقدمة والتاريخ الذي ينتمي إليه هذا النزل.

عندما سافرت إلى جورجيا اخترت الإقامة في نزل كان في السابق مصنعا للسجاد في العصر السوفيتي، وعندما وصلت للموقع اذهلتني آثار الدمار التي لم تمحى من على جدرانه حتى اليوم.

غير أن أول ما يهم في اختيار النزل المناسب هو التقييم وقراءة أراء المسافرين السابقين وكيف يتعامل النزل مع كل شكوى أو اقتراح سواء بالرد أو الاستجابة او التجاهل.

- اختر بيتا يحمل طابعا محليا

يتيح موقع  "إير بي أن بي" حرية الاختيار بين ان تسكن وحدك في منزل يعود لسكان المدينة أو أن تشارك المالك في الإقامة في واحدة من الغرف.

بالنسبة لي، آثرت التعرف على مالك منزل أقمت فيه خلال زيارتي إلى العاصمة الألمانية برلين، ويرجع ذلك لأكثر من سبب، منها أن المنزل من بين أقدم منازل المدينة ويستحيل أن أجد فندقا مشابها، كما أنني كنت أسعى للقاء شخص من أبناء هذه المدينة ومن جيل قديم كي يسرد لي ذكرياته.

ثانيا: اثناء الرحلة

- لا تردد في التحدث مع الغرباء

غامر واحجز تجربة على موقع "تجارب إير بي أن بي" أو "إير بي أن بي إكسبيريانس"، ولا شك أن تجربة تذوق المعكرونة الإيطالية كما يطهوها أهلها، على سبيل المثال، تعد تجربة رائعة وينبغي أن تكون على قائمة الأنشطة لكل مسافر، لكن تخيل لو أيضا أتيحت لك فرصة معرفة سر "الطبخة".

الجدير بالذكر أنه في العام 2016، أطلق موقع "إير بي أن بي" خدمة تمكن المسافرين من اختبار تجارب خاصة بالمدن التي يزورونها على أيدي أبناء هذه المدن دون وسيط أو شركات سياحية.

 -  رحلات المشي المتخصصة

يمكن القول إن رحلات المشي المتخصصة ليست فرصة ذهبية للالتقاء بأصدقاء جدد فحسب، بل توفر أيضا فرصة لرؤية المدينة بحسب تفضيلاتك.. فهناك جولات خاصة بحسب اهتماماتك، سواء كانت ثقافية أو استكشافية أو تطغي عليها طابع المغامرة.

فمثلا هناك جولات خاصة لاستكشاف أقدم المخابز في أوروبا، وهي الجولات التي تتيح لك معرفة تاريخ الخبز وتذوقه طازجا في نفس الوقت، كما هناك جولات مماثلة لاستكشاف الشوكولاتة في بروكسل أو الأجبان في فرنسا.

وبسبب عشقي للمغامرة، قررت اختبار جولة من نوع مختلف في مدينة أدنبرة، عاصمة اسكتلندا، وهي "جولة الرعب" وذلك لأن المدينة كانت مهدا للكثير من الأساطير والخرافات التي حيكت حول قلعتها.

ملحوظة: هذه الجولات ليست مجانية بل بمقابل رمزي خاضع لتقييمك انت.

 -  الطعاااام!

في زيارتك لأي بلد، لا بد من الاطلاع على ثقافة الشعوب وتقاليدها، ولا شك أن الطعام والمطبخ المحلي يعد أحد أبرز الأنشطة التي ينبغي للزائر أو السائح القيام بها، كما أنها تشكل تجربة رائعة في أغلت الأحيان.

بالإضافة إلى إمكانية زيارة هذه الأماكن بشكل طبيعي خلال الجولة السياحية، تتيح العديد من المنصات الإلكترونية اليوم كموقع "إيت ويذ دوت كوم" فرصة لقاء أشخاص آخرين على مائدة الطعام.

وأخيرا تذكر أن في السفر وحدك سيتيح لك التعرف أكثر وأقرب على نفسك فاغتنم هذه الفرصة ولا تضييعها.