ان تلك الخطة هي اسهل طريق لتحقيق مبتغى البيت الأبيض وأقل الأساليب كلفة لنشوب حرب مع إيران.
 
لم تكتف إدارة ترامب بفرض العقوبات على المرشد الأعلى الإيراني الحرس الثوري جملة وتفصيلا وجميع البنوك التي يتعاملن مع الحرس الثوري والمئات من الشركات الإيرانية التي تعمل في الصناعة العسكرية ووصلت إلى القناعة بأن فرض العقوبات على المتحدث الأول للنظام الإيراني، محمد جواد ظريف امر ضروري ولهذا ادرجت اسمه على لائحة العقوبات الأميركية.
 
وقال مسؤول اميركي كبير ان واشنطن فرضت عقوبات على ظريف بموجب الأمر. التنفيذي الذي اصدره ترامب بفرض عقوبات على المرشد الأعلى خامنئي معللا ذلك بأن ظريف ساعد في تنفيذ جدول أعمال متهور لخامنئي.
 
يثبت إدراج ظريف في لائحة العقوبات أن الولايات المتحدة تتابع سياسة تغيير النظام وليس تعديل سياساتها. كما اثبت زيف ادعاء السلطات الأميركية بأنها تريد التفاوض مع إيران. جاء الرد الإيراني على لسان الرئيس روحاني حيث اكد على ان العقوبات على ظريف تظهر لنا ان البيت الأبيض يخشى من قدراته الدبلوماسية. فعند ما يتحدث ظريف خلال حواراته الإعلامية تهتز أعمدة البيت الأبيض. 
 
واضاف روحاني اذا كانوا جادين في التفاوض فمن يمكنه التحدث معهم سوى ظريف؟!
 
 
وهناك رد فضائحي على بومبيو أدلى به غري سيك مستشار الرئيس الأميركي الاسبق جيمي كارتر للامن القومي حيث غرد على تويتر ساخرًا من بومبيو :
 
عند ما يكون وزير خارجية العدو افضل منك كدبلوماسي وافضل منك كمتحدث وافضل منك كمغرد على تويتر وهو افضل منك كممثل بلاده، طيب! يجب عليك اسكاته!
 
وكما يعترف غري سيك فان الدبلوماسية الإعلامية التي مارسها ظريف خاصة خلال تواجده في نيويورك ومقابلاته مع القنوات الفضائية الأميركية خاصة فوكس نيوز وسي ان ان، كانت مصدرا للازعاج لإدارة ترامب ولم يكن لديهم حيلة إلا فرض العقوبات على هذا الدبلوماسي الإيراني المحنك الذي أظهر تفوقه على بومبيو ليس في المنطق الدبلوماسي فحسب بل حتى في نطقه بالإنكليزية. 
 
وكان لافتا أن ظريف سخر في وقت سابق من الرئيس ترامب على قلة مخزونه للمفردات الإنكليزية التي لا تتجاوز 250 كلمة. 
 
وفعلا كان يستحق ظريف تلك العقوبات، فعند ما تتيقن بأنك تخسر اللعبة فمن الأفضل أن تربكها.
 
وأخيرا تظهر فرض العقوبات على ظريف أن هناك مفارقة كبيرة بين السياسات التي تعلنها إدارة ترامب وبين تلك التي تمارسها. انها تتحدث عن التفاوض وتجنيب الحرب ولكنها تتجه إلى الحرب لدرجة تحاول تحشيد الاوربيين والعرب إلى احتلال مضيق هرمز وتسخين حركة شحن النفط وخلط البترول بالدماء. ففي النهاية لا تخسر واشنطن كثيرا لأنها ليس لديها الا عددا ضئيلا من ناقلات النفط يعبرن من مضيق هرمز. 
 
ان تلك الخطة هي اسهل طريق لتحقيق مبتغى البيت الأبيض وأقل الأساليب كلفة لنشوب حرب مع إيران.