خلال سنواته الأولى، يتعلّم الطفل أموراً كثيرة من أهله، وهي عادةً، تتعلّق بسلامته الخاصة. ومن أهمها أنّ هذا الطفل يتعلّم بأنه لا يحق له الجلوس قرب أبيه في السيارة بل في المكان المخصَّص له في المقاعد الخلفية للسيارة.
 

أطفال كثر يبكون ويتذمّرون بسبب جلوسهم في المقعد الخلفي، طالبين من اهلهم تغيير مقعدهم. قصة هذا الأسبوع، عن «هادي» الذي لا يريد الجلوس في مقعده المخصّص له في السيارة، بل يريد الجلوس في حضن أبيه خلال القيادة. فكيف سيقتنع «هادي» بالجلوس بمقعده؟ قصة توعوية لجميع الأطفال والأهل على حدٍّ سواء.

خلال الصيف، يرغب «هادي» بالذهاب عند بائع المثلجات. وكل مرة يختار النكهة التي يحب. مرةً إختار المثلجات على نكهة الشوكولا والفريز والشمام. ومرة أخرى إختار مثلجات على نكهة الفستق والحليب والتوت.

- ما رأيك يا «هادي» أن نذهب الآن لشراء المثلجات؟

إقترح الأب على إبنه هذه «الكزدورة»، فبدأ «هادي» يصفّق بفرح. ثم توجه «هادي» مسرعاً إلى إلى غرفته، يتحضر للخروج مع أبيه.

لم تمرّ سوى بضع دقائق حتى جلس الأب في سيارته، ينتظر «هادي». ولكن «هادي» لا يريد الجلوس في مقعده الخلفي:

- أريد أن أجلس بقربك يا أبي.

- ولكن أنت تعرف يا «هادي» بأنّ مقعدك في الخلف! لا يمكنك الجلوس بقربي أو على مقود السيارة بينما أنا أقودها، لأنّ ذلك يعرضك لخطر الإصابة المباشرة والخطيرة عند الحوادث.

فسّر الأب لـ«هادي» الذي لم يقتنع، ثم طرح سؤالاً عليه:

- ولماذا لا أجلس بقربك؟

 
 

فقال الأب لـ«هادي»:

- أولاً، لأنّ قانون السير يمنع الأطفال الصغار من أن يجلسوا في مقدمة السيارة. جميع الأطفال مجبرون على الجلوس في مقعد مخصص لهم في المقاعد الخلفية. وهذا هو مقعدك يا «هادي».

فسّر الأب وهو يشير بإصبعه على مقعد إبنه، ثم أضاف:

- ثانياً، الجلوس في مقدمة السيارة خطر كبير، لأنك ما زلت صغيراً. عندما تكبر، يمكنك الجلوس بقربي. وثالثاً، يمكنك التحدث معي من مكانك، فأنا لست بعيداً عنك.

سكت «هادي» وهو يفكر بكلام أبيه. فمقعده مميَّز داخل السيارة، صحيح، أنه صغير ويجب الجلوس في مؤخرة السيارة وهو ليس بعيداً عن أبيه ويمكنه الإستمتاع بالكزدورة.

- حاضر يا أبي! من الافضل أن أجلس في المكان المخصّص لي. وعلى جميع الأطفال ألّا يجلسوا في المقعد الأمامي من السيارة.

ثم تأكد الأب من تثبيت مقعد «هادي» بإحكام وبشكل صحيح في السيارة ومن أنّ طفله الصغير مربوط بالحزام بشكل مناسب ومريح.

- شكراً يا أبي!

قال «هادي» وهو يغمر أباه بكل حنان. ثم توجه معه بالسيارة، إلى محل المثلجات، لشراء النكهات الطيبة.