ركّز البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​، خلال ترؤسه قداسًا احتفاليًّا على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في ​بكركي​ - كابيلا القيامة، رُقي خلاله المطرانان المنتخبان بيتر أبو كرم وأنطوان عوكر إلى الدرجة الأسقفية، على أنّ "دعوتكما الأسقفية أيها الأسقفان الحبيبان، هي دعوة إلى حب ​المسيح​، الحب الصافي، الصادق، المتفاني في بذل الذات. هذا الحب عاشه وشهد له واستشهد من أجله الشهداء الثلاثماية والخمسون من تلاميذ ​مار مارون​، سنة 517، في أعقاب المجمع الخلقيدوني المنعقد في سنة 451".

ولفت إلى "انّنا نحتفل بعيدهم اليوم، وشئنا معًا أن تكون رسامتكما الأسقفية فيه. إنّ حبكما هذا للمسيح يصبح رسالة خدمة المحبة الراعوية في الكنيسة. أنتما لم تسعيا يومًا بطرق بشرية إلى الأسقفية. بل يسوع "راعي الرعاة العظيم" دعاكما، باختيار الروح ​القدس​ وآباء السينودس المقدس، وقبلكما في الشركة الأسقفية ​البابا فرنسيس​". وبيّن أنّ "المسيح اختاركما لأنّه قرأ في قلبيكما الحب الصافي له، ورأى بأيّ حبّ قمتما بالرسالة الّتي أوكلت إلى كلّ واحد منكما: المطران بيتر كرم في أبرشية ​سيدة لبنان​ ​لوس أنجلس​ في ​الولايات المتحدة الأميركية​، والمطران أنطوان عوكر في رحاب ​الرهبانية الأنطونية​ المارونية الجليلة".

وتوجّه البطريرك الراعي إلى الأسقفين بالقول: "أنتما مهيّآن ليقيمكما المسيح الرب راعيين بإسمه للكنيسة بالكلمة والنعمة. ففي هذه الرسامة الأسقفية، تنالان من المسيح سلطانًا مقدسًا بوضع اليد ومسحة الميرون، كعلامة لحلول الروح القدس الّذي يصوّركما من الداخل على صورة المسيح رأس الأحبار، فيجعلكما معلمي الإيمان الأصيلين، وخادمي نعمة الأسرار لتقديس المؤمنين، وراعيين صالحين متفانيين في رعاية شعب الله بالمحبة والحقيقة؛ فتمارسان هذه الوظائف الثلاث بشخص المسيح الرأس وبإسمه".

وذكر أنّكما "تأتيان إلى الكرسي البطريركي معاونين لنا ونائبين بطريركيين. ولكلّ واحد منكما قطاع عمله ومساحة مسؤوليّاته في الدائرة البطريركية. لكن خدمتكما هذه تتعدّى نطاق الكرسي البطريريكي لتكون في خدمة كلّ كنيستنا، بأبرشياتها ورهبانياتها وشعبها"، مشدّدًا على أنّها "لا تنحصر في إطار محدّد، بل تقتضي جهوزيّة دائمة لتلبية المطالب والخدمات الّتي يحملها إلينا أبناء كنيستنا وبناتها وسواهم، من مختلف الأنواع".

وفسّر الراعي أنّهم "يأتون إلى الكرسي البطريركي بثقة وأمل، فلا نستطيع إلّا أن نسمعهم بمحبّة، ونخدمهم بإخلاص. ومعًا نسهر على نشر القيم الروحيّة والأخلاقيّة، وعلى حماية المبادئ والثوابت الوطنية. ومعًا نندّد بالظلم وانتهاك كرامة الإنسان والتعدي على حقوقه ونخاطب الضمائر، ونقول كلمتنا بحريّة ومسؤوليّة حيثما تجب، من دون أية مساومة، فالبطريركية تبقى محطّ الآمال والملاذ للجميع".

وأوضح أنّه "فيما تخلفان في الكرسي البطريركي كلًّا من المطران بولس عبد الساتر الذي انتخبه السينودس المقدس رئيسًا لأساقفة ​بيروت​، والمطران يوحنا- رفيق الورشا الّذي عيّناه بالاتفاق مع مجمعنا الدائم معتمدًا بطريركيًّا لدى ​الكرسي الرسولي​ ورئيسًا لمعهدنا الماروني الحبري في روما، أود هنا أن أعرب لهما، مع الأسرة البطريركية، عن الشكر العميق على الخدمة الممتازة الّتي أدياها، كلّ واحد في قطاع مسؤولياته، متمنّين لهما النجاح في رسالتيهما الجديدتين لمجد الله وخير الكنيسة".

من ثمّ ترأس الراعي رتبة السيامة الأسقفية وصلوات وضع اليد وتلبيس الشارات الحبرية، معلنًا سيامة الأسقفين الجديدين.