ما يبذله خصوم جنبلاط من إمكانيات كبرى لمحاسبته باسم القانون وغيره قد وفروا له فرصة درزية تشد أكثر فأكثر من عصبها التقدمي ما كانت لتكون لولا هذه الحرب المفتوحة عليه.
 
في كل لحظة مؤتمر صحفي أو حديث إذاعي أو جانبي مع المعنيين بأمر الدولة ودارته لا تهدأ من صحفيين وغير صحفيين بحيث لمع نجم المير لا في سماء الجبل بل في المشهد اللبناني، وتأتي حماسته الزائدة إضافة جديدة على المشهد المتلبد بغيوم الفتنة الدرزية التي يسعى اليها هواة الطائفية الجديدة لتعزيز الأنقسام داخل طائفة الموحدين هذه الطائفة الأكثر تمسكاً ببعضها البعض من غيرها من الطوائف والأكثر إيماناً بزعامة المختارة دون غيرها رغم حرصها الشديد على الآخرين الساعين الى مواجهة المختارة بدعم غير محدود من قبل النظام السوري وبعض حلفائه في لبنان .
 
تظن عند سماع كل مؤتمر صحفي للمير بأن مفاتيح السياسة بيده لذا يفرض شروطه ولاءاته المتعددة ويذهب بعيداً في مواجهة زعيم الجبل وليد جنبلاط ظناً منه أن الفرصة مؤاتية للوصول الى الموقع الأول في قيادة الطائفة وإمكانية أن تصبح دارة الشويفات هي المختارة، وثمّة من يحرض في هذا الإتجاه ممن يرمي مادة البنزين على نار الفتنة الأخيرة .
 
إقرأ أيضًا:" سيوف الله "
 
في كل مرة لا يحصد المير الاّ الفشل الذريع ويعود خائباً مع كل أزمة مفتعلة مع خصمه وليد جنبلاط بحيث تكشف الاستحقاقات الدستورية عن أولوية الدروز للحزب التقدمي الإشتراكي وللزعامة الجنبلاطية ولولا حفظ وليد جنبلاط للمير لما كان نائباً كما صرح أكثر من مرّة الوزير وئام وهاب .
لم يربح المير معركة واحدة مع الزعيم لقد خسر معاركه كافة وفيما خص أم المعارك اليوم والتي جاءت مناسبة جداً لوضع الحكومة على فيلق قلق كسباً لمن يرى في التعطيل الحكومي مصلحة ضرورية لتقطيع مراحل وظروف خانقة.
 
 يسترش المير لكسب سياسي على حساب البيك جنبلاط في ظل تمسك مباشر منه بالمجلس العدلي لمعاقبة من وراء حادثة الجبل الأخيرة ويساعده في ذلك حلفاء يرون اللحظة مناسبة للنيل من جنبلاط الذي وصف ما يجري بالمؤامرة المتعددة الأطراف لخلق مناخات جديدة داخل الطائفة الدرزية تضع الإشتراكي والجنبلاطي أدراج الرياح العاتية .
لقد قالها الوزير أبو فاعور بثقة قوية فليذهبوا هم ومجلسهم دون أن يعير الإنتباه لأحد ما دام المطلوب هو رأس المختارة وهذا ما سيعزز أكثر من التفاف الدروز حول زعامة المختارة وهذا ما سيستقدم دعم غير محدود لجنبلاط من قبل المملكة العربية السعودية التي تنظر اليه كحليف فوق العادة وهذا ما سيدفع بدول غربية لمساندة جنبلاط في المواجهة التي يخطط لها من قبل خصوم متعددي الجنسيات .
 
ما يبذله خصوم جنبلاط من إمكانيات كبرى لمحاسبته باسم القانون وغيره قد وفروا له فرصة درزية تشد أكثر فأكثر من عصبها التقدمي ما كانت لتكون لولا هذه الحرب المفتوحة عليه والتي تستهدف ما هو أكثر بكثير من حادثة يجب معالجتها ولكن بطرق طبيعية لا بطرق تحريضية وغايات تفرغ سمومها في مواقف لا تحيد عن شروط المعارك المطلوبة .