إن الشعب الذي يحرم من مشاهدة البث المباشر لمباراة الكرة الطائرة يصدق ولا يزيد إلا كرها ونفورا للطاغية الأميركية.
 
توج منتخب شباب إيران للكرة الطائرة بطلا في كأس العالم للكرة الطائرة للشباب تحت 21 عاما التي جرت في البحرين بفوزه في المباراة النهائية على نظيره الإيطالي 3-2.
ووصلت تلك المباراة النهائية إلى ذروة الإثارة في الشوط الحاسم (الشوط الخامس) حيث كانت كلمة الفصل للمنتخب الإيراني بالفوز 12-15 والتتويج بالبطولة. 
 
هذه هي المرة الأولى يتوج فيها منتخب شباب إيران بالبطولة. بطولة كرة الطائرة للشباب في نسختها 20 التي استضافتها مملكة البحرين ستخلد في ذاكرة الشعب الإيراني ليس بسبب تتويج منتخب شباب إيران  بالبطولة بل لأن الملايين من الشعب الإيراني حُرموا من مشاهدة تلك المباراة عبر شاشاتهم والسبب هو العقوبات الأميركية التي اعاقت اي تبادل مالي بين إيران ودول العالم حتى فيما يتعلق بشراء حقوق بث المباريات الرياضية. 
 
وقد حاول الفريق الإيراني المسؤول عن البث المباشر لتلك المباريات اقسى جهوده لبث المباراة النهائية بين إيران وايطاليا ولكن الشركة المعنية ببث تلك المباريات اعتذرت عن بيع حقوق البث للتلفزيون الإيراني وحرّمت عشرات الملايين من الشعب الإيراني من هذه المتعة الرياضية. 
 
 
هذا وأن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أعلن قبل أيام عن استعداده للسفر الى طهران والتحدث الى الشعب الإيراني والكشف عما يعتبره عداء القادة الإيرانيين للشعب وتسببهم في خلق المشاكل الاقتصادية لهم. 
 
تزامنت تصريحات بومبيو مع مضي شهرين على توقف سفينتي شحن ايرانيتين في الموانئ البرازيلية بسبب رفض شركة بترو براس تزويدها بالوقود مخافة العقوبات الأميركية. واذا كانت هاتان السفينتان محملتان بالذرة البرازيلية لم يتم الإفراج عنهما الا بعد خمسين يوما بعد اصدار الحكم القضائي الذي أمر بترو براس بتزويدهما بالوقود هل كان على هواة كرة الطائرة الإيرانيين أن ينتظروا شهرين لإصدار حكم قضائي في البحرين على تلك الشركة المعنية بشراء حقوق البث للتلفزيون الإيراني؟
 
تلك العقوبات الأميركية تغرس بذور الكراهية والنفور للولايات المتحدة في قلوب الشعب الإيراني وعقولهم وستبقى في ذاكرتهم. واذا أراد الرئيس ترامب إعفاء قطاع الدواء والغذاء وما شابههما من عقوباته الوحشية فالأمر سهل يسير جدا. فإن الشركات والكيانات والبلدان التي تطبقن تلك العقوبات حرفيا ليسوا واهمين بل انهم يتجنبون الحوم حول الحمى.
 
وفي السياق نفسه قال رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني يوم الأحد ان طريق استيراد الأدوية إلى البلاد لا يزال مغلقا. 
بطبيعة الحال أن السلطات الأميركية التي تتعود على الكذب، سينفون هذا الادعاء، ولكن الشعب الذي يحرم من مشاهدة البث المباشر لمباراة الكرة الطائرة يصدق ولا يزيد إلا كرها ونفورا للطاغية الأميركية.