لا شك ولا ريب، بأن حزب الله يحاول جاهدا أن يبقى خلف الستارة، وأن يتحكم بمفاصل الدولة والقرارات الاستراتيجية من خلال الحلفاء مرة، ومن خلال رضوخ الخصوم مرات متعددة.
 
مهم جدا أن يعترف حزب الله بخطورة وتداعيات وانعكاسات أن يقال بأنه هو من يحكم لبنان، ومهم جدا نفي هذه "الحقيقة" التي كان أقرّ بها أول من أقرّ، هو وزير المخابرات الايرانية حيدر مصلحي، حين قال بأن إيران، "تسيطر على أربع عواصم عربية"، وليس فقط على بيروت.
 
ونوافق مع السيد نصرالله أن الترويج لهذه المقولة "تهدف إلى التصويب على لبنان ويراد منها تحريض  الخارج دولياً وإقليمياً  وخصوصاً اميركا عليه"
 إلا أن هذه الخطورة لا تُرد بمجرد الانكار، والمجتمع الدولي والاقليمي ليس بهذه السذاجة حتى يغير رأيه بمجرد أن السيد خرج إلى الاعلام وقال بأن حزبه لا يحكم لبنان !! 
 
والمضحك في هذا السياق أن دليل الامين العام على لا حاكمية لبنان، هو عدم تحويل حادثة قبرشمون إلى المجلس الاعلى، فلو كان الحزب يحكم لكانت الحادثة تحولت منذ اليوم الأول إلى المجلس العدلي !! (كنا نتمنى لو أنه قال : لو حزب الله حاكم لبنان، كنا شاهدنا كل الفاسدين وناهبي المال العام  في السجون) 
 
لا شك ولا ريب، بأن حزب الله يحاول جاهدا أن يبقى خلف الستارة، وأن يتحكم بمفاصل الدولة والقرارات الاستراتيجية من خلال الحلفاء مرة، ومن خلال رضوخ الخصوم مرات متعددة، ولعل هنا تحديدا تكمن المشكلة مع وليد جنبلاط، الذي لا ينفذ رغبات الحزب ولو كانت على مستوى معمل ترابة، 
فلو سلمنا جدلا، أن حزب الله ليس هو من يحكم لبنان، فإن سؤالا بديهيا يطرح نفسه، عله بالاجابة عليه نستطيع أن نزيح هذا الادعاء "الكاذب" ونقنع المجتمع الدولي بعكس ما يروج عن حاكمية الحزب، السؤال هو : من يحكم لبنان ؟
 كنا نود أن تكون الاجابة تخدم مصلحة البلد ولكن للاسف لا نجد بدا من سرد بعض الوقائع.
 
 
من يحكم لبنان يا سماحة السيد هو من يفرض تسوية سياسية توصل حليفه إلى بعبدا. 
من يحكم لبنان يا سماحة السيد هو من يفرض قانون إنتخابي على قياسه ويحدد شكل الدوائر وحجمها (بعلبك الهرمل – الجنوب) .
من يحكم لبنان يا سماحة السيد هو من يربط لبنان بالمحور الايراني ويهدد بإشعال الجبهة الجنوبية دفاعا عن ايران. 
من يحكم لبنان يا سماحة السيد هو يمنع ترسيم الحدود ويحمي المعابر غير الشرعية. 
من يحكم لبنان يا سماحة السيد هو من يعطل الدستور ويحمي الخارجين عن القانون. 
من يحكم لبنان يا سماحة السيد هو من يفرض جدول الاعمال على رئاسة الحكومة. 
من يحكم لبنان يا سماحة السيد هو يعطل اجتماع مجلس الوزراء. 
من يحكم لبنان يا سماحة السيد هو يعتبر البلد مجرد ساحة لمشروعه الاقليمي ويفرض سياسته الخارجية 
لا نذيع سرا يا سماحة السيد حين نذكر هذه الحقائق وغيرها والتي يعرفها الجميع، ونعرف أن من ضروريات إمساك حزبك وسيطرته على ناصية البلد، وكل ما جاء أعلاه، هو عبر تخليك عن "حكم لبنان" فقط فيما يتعلق بمصالح اللبنانيين وحياتهم اليومية لمصلحة المافيا واللصوص، وأن من ضروريات هذا التحكم بقرار البلد بما يخدم مشروعك، هو أن تحكم من خلال من تركتهم  يحكمون  لبنان .