هل يفكر القادة ورؤساء البلدان العربية فيما بعد وفاتهم بيوم وكيف يتاثر الشارع من خبر وفاتهم؟
 
توفي الرئيس التونسي الباجي قائد  السبسي عن عمر ناهز 93 عامًا وربما سجّل رقمًا قياسیًا بين رؤساء العالم الذين أوصلتهم صناديق الاقتراع إلى السلطة حيث لا يبقى ولا يُبقى رئيس بهذا العمر على السلطة ولهذا نرى رؤساء نصف منتخبين على غرار بشار الاسد وعبد الفتاح السيسي يحاولون لتخليد سلطتهم. لم يكن الباجي السبسي من تلك الفئة.
 
فإن الشعب التونسي صوّت  للباجي االسبسي وهو في مقتبل عمره، بعد خيبته من تجربة حكم الإسلاميّين في السلطة بعد انتصار الربيع العربي، واسـتعاد التوانسة رأسمالهم السياسي والسيادي عبر التخلّي عن الإسلامييّن وأعطوا ثقتهم بالرجل التكنوقراطي المحنّك اللّيبرالي الذي كان ملتزمًا بالثقافة التونسيّة طيلة حياته وبالرغم من قناعته بالإسلام كدين يدين به أغلبية الشعب إلّا أنّه لم يجعل الإسلام عائقًا أمام الحريّات العامّة وحاول فهم الإسلام بطريقة تنسجم مع العدالة والقيم العصريّة الأخرى.
 
يبدو من خلال وقوف الشعب التونسي مع الباجي السبسي قبيل وفاته والتشييع الشعبي لجنازته بعد وفاته أننا نواجه ظاهرة لا يعهدها الشارع العربي كثيرًا بالرغم من أن هناك رؤساء من امثال عبد الناصر ودعه الملايين من المصريين بعد وفاته في تشييع وطني كبير. 
 
هل يفكر القادة ورؤساء البلدان العربية فيما بعد وفاتهم بيوم وكيف يتاثر الشارع من خبر وفاتهم؟ 
 
 
ان الشاعر العربي المجيد دعبل الخزاعي عندما مات المعتصم وتولى الواثق الخلافة قال:
الحمد لله لا صبر ولا جلد 
 
ولا عزاء إذا اهل البلا رقدوا
 
خليفة مات لم يحزن له أحد 
 
وآخر قام لم يفرج له احد
 
ومر هذا ومر الشؤم يتبعه
 
وقام هذا فقام الشؤم يتبعه
 
ما ذا كان للشاعر الكبير دعبل الخزاعي ان يقوله لو كان اليوم حيا وكان يشهد معنا مشاهد الحزن الشعبي عقيب وفاة الرئيس الراحل القائد السبسي؟