والله ما جرّأ باسيل علينا غيركم يا سماحة السيد، فعندما سُئلتُم عن رأيكم في قضية ناجحي مجلس الخدمة المدنية، أجبتم بابهامٍ شديد، مع الاعتراف بحقوق هؤلاء المواطنين، وأردفتم بأنّ القضية تثير هواجس
 
بعد أن طغا الوزير جبران باسيل وتجبّر في طول البلاد وعرضها، ولعلّ أبرز مثالٍ على هذا الطغيان والجبروت هو قضية الناجحين في امتحانات مجلس الخدمة المدنية، وتعطيل تعيينهم في إدارات الدولة من قِبلِه، أرغب بتذكير سماحة السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله، بما أُثِر عن موقفٍ جريئ للسيدة الفاضلة أروى بنت عبدالمطلب مع الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان، وأعتذر مسبقاً عن طول الرواية، حيث لا يمكن حذف كلمة أو عبارة أو مقطع منها، حفظاً للسياق وحرصاً على الفائدة.
 
العباس بن بكار قال: حدثني عبدالله بن سليمان وأبو بكر الهذلي، أنّ أروى بنت عبدالمطلب دخلت على معاوية وهي عجوزٌ كبيرة، فلما رآها معاوية قال: مرحباً بك وأهلاً يا عمّة، فكيف كنتِ بعدنا؟ فقالت: يابن أخي، لقد كفرتَ يد النّعمة،وأسأت لابن عمّك الصحبة، وتسمّيت بغير اسمك، وأخذت غير حقك، من غير بلاءٍ كان منك ولا من آبائك، ولا سابقةٍ في الإسلام،  بعد أن كفرتُم برسول الله(ص)، فأتعس الله منكم الجدود، واضرع منكم الخدود، وردّ الحقّ إلى أهله ولو كره المشركون، وكانت كلمتنا هي العليا، ونبيّنا هو المنصور، فوُلّيتُم بعدنا، فغايتُنا الجنّة وغايتكم النار.
 
فقال لها عمرو بن العاص: كَفى أيتها العجوز، وأقصري عن قولك، مع ذهاب عقلك، إذ لا تجوز شهادتك وحدك.
 
 
فقالت له: وأنت يابن النابغة تتكلم! وأُمك كانت أشهر امرأة تُغنّى بمكّة، وآخذهُنّ لأُجرة، اربع على طلعك، واعْنَ بشأن نفسك،فوالله ما أنت من قريشٍ في اللباب من حسبها ولا كريم منصبها، ولقد ادّعاك خمسة نفرٍ من قريش( كلهم يزعم أنّه أبوك)، فسُئلت أمّك عنهم، فقالت: كلهم أتاني،  فانظروا أشبهَهم به فألحقوه به، فغلب عليك شبه العاص بن وائل، فلحقتَ به.
فقال مروان بن الحكم،  كفى أيتها العجوز، واقصدي لما جِئتِ له، فقالت: وأنت أيضاً يابن الزرقاء تتكلّم! ثمّ التفتت إلى معاوية، فقالت: والله ما جرّأ عليّ هؤلاء غيرُك. فقال معاوية: عفا الله عمّا سلف يا عمّة، هاتِ حاجتك، فقالت: ما لي إليك حاجة، وخرجت عنه.
 
والله ما جرّأ باسيل علينا غيركم يا سماحة السيد، فعندما سُئلتُم عن رأيكم في قضية ناجحي مجلس الخدمة المدنية، أجبتم بابهامٍ شديد، مع الاعتراف بحقوق هؤلاء المواطنين،  وأردفتم بأنّ القضية تثير هواجس ( هواجس معالي الوزير باسيل الطائفية) وهي بحاجة لنقاش، لا يا سماحة السيد،  هؤلاء ليسوا على خصامٍ مع باسيل، والحق إلى جانبهم، هؤلاء مظلومين، يا نصير المظلومين، والمُقتدي بعمامة سيّدُكم وسيّدنا الإمام الشهيد الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، والسلام على من اتبع الهدى.