ما دخل الإسلاميون قرية إلاّ و دمروها بعد أن سفكوا دماء أهلها باسم الله الذي أذن لهم بالجهاد ضدّ الكافرين و الظالمين و الناكرين لضرورة من ضرورات الإسلام
 
من المستحيل أن تسمع خطاباً لحركة سياسية إسلامية دون استخدام منطق القوّة بل والتمادي بفائض يستند الى قبضة الله و أسلحته المتعددة من الرياح الى البروق والرعود والزلزلة والى الفيضانات وجيوشه المسومة من الملائكة الشداد الغلاظ بحيث ترى هزالة العالم أمام خطيب جمعة أو إمام جماعة يقضي على أميركا بسويعات و على العدو الإسرائيلي بدقائق معدودة و يبسط بساط العدل لعمر بن الخطاب ونظافة الحكم للخليفة ويأتي البعض بتجربة الإمام علي كنموذج واعد لأهل الأرض بعد أن مُلئت أرضهم ظلماً و جوراً من خلال وعد الله بمهدي الأمّة ليملأ السلال قسطاً وعدلاً .
 
من المستحيل أن تسمع "إسلاموياً " لا يلوك سيوف العزّة والكرامة والأمجاد ولا يستخدم عبارات القتل للفوز بجنّات عرضها السماوات و الأرض أُعدّت للشهداء خصيصاً دون غيرهم لأن أبوات الجماعة  من المرشدين أخفقوا عن قصور الآخرة واكتفوا بقصور الدنيا لإدارة شؤون الأمّة التي أوكلهم بها الله سبحانه و تعالى لأن النعمة أن لم تكن في عهدة أمير من الأمراء الجُدُد تصبح نقمة لمن حملها من غير الأمراء و الأمناء و أولياء الأمر و تصبح مفسدة تضر حاملها من عوام الناس . لهذا ركّز الله على ضرورة أن تخشوشن العامة و يتركون الحرير لأهل الحرائر من السادة فحول العرب و المسلمين من جماعة الحل و العقد في تيارات الإسلام السياسي .
 
 
تسمع كل ما من شأنه أن يقرع طبول الحروب و يكثر من الخصوم و الأعداء وما يرعب و ينسف و يغير الواقع بطريقة "تسونامية "هائلة بحيث يريك وجوداً آخر و واقعاً مختلفاً تماماً فتصحو من سكرة النصر مهزوماً في كل شيء ومحاصراً من كل الاتجاهات وتساق الى حتفك منزوع الكفن وتشاهد الفلسطينيين في أسوأ ظروفهم من البطالة المكدسة الى المستقبل المحتل وترى بأم العين دمار سورية و العراق و ليبيا و اليمن ومشروعات الحروب الإحتياطية من البحرين الى لبنان في ظل تخلف وانحطاط وجهل وسرعة غير عادية تجاه الحروب المذاهب ومع ذلك يطمئن مرشدو الإخوان و قادة الأحزاب "الإسلاموية"  المسلمين بالصحوة التي كستهم و أطعمتهم من جوع ووفرت لهم موائد الرحمان في جنّات عدن بعد أن سقاهم شراب الشهادة .
 
في كل مكان فقر مدقع ولا من يعمل على توفير مقتضيات الصمود وفي كل جمعة وعند كل صلاة يخرج خطيب الخطب الثورية بلباسه الأبيض المصنوع بإبرة كافر و بعطره المستورد من بلد أجنبي معاد و خلفه من الحشم والخدم و خفق النعال ما يحرر مستوطنة كبيرة و يبدأ صلاته من فلسطين الى الأندلس وبحسب المذهب يرمي محور الآخر في البرّ أو البحر أو يعصف به الأرض ليذيقه لباس الخوف و الموت فيفتح ما لم يستطع الله فتحه فيحرر القدس كل صلاة ويمسخ من مسخهم الله كل يوم ويهدّد العالم و هو مسجون في علبة صغيرة لا يستطيع الخروج منها وبعض ولاة الأمر من الأشباح كقيادات القاعدة و تنظيم الدواعش لا تعرف لهم و جهاً و أكثرهم منقبون يختبؤون خلف أقنعة الخوف .
 
ما دخل الإسلاميون قرية إلاّ و دمروها بعد أن سفكوا دماء أهلها باسم الله الذي أذن لهم بالجهاد ضدّ الكافرين و الظالمين و الناكرين لضرورة من ضرورات الإسلام الذي كان له سيفاً أو سيفان في حياة النبي الأكرم و بات و بحمد الله له سيوفاً تقطع رقاب الصالح و الطالح لا هم ما دام الإسلام بخير في عهدة فقهاء الدماء .