هل سبق لكم أن دخلتم الغرفة لجَلب غرض أو القيام بشيء معيّن ولكنكم نسيتم فجأة ماذا كنتم تريدون فعلاً؟ في حين أنّ هذا الأمر لا يُعدّ بالمشكلة الكبيرة، إلّا أنه يجب التعامل مع صحّة الدماغ بجدّية، والذاكرة هي مؤشر مهمّ على أنّ صحّتكم قد بدأت تتدهور.
 

من الشائع التفكير في أنّ الذاكرة تتدهور مع التقدم في العمر، لكن استناداً إلى «National Institute on Aging»، فإنّ المشكلات العاطفية مثل التوتر وبعض الحالات الطبية كالأورام، واضطرابات الكِلى والغدة الدرقية، والإفراط في الكحول، قد تؤدي أيضاً إلى اختلالات في الذاكرة.

وقالت طبيبة الأمراض العصبية، أييشا شيرزاي، من كاليفورنيا: «في حين أنّ الجينات تؤدي حتماً دوراً رئيساً في زيادة خطر فقدان الذاكرة، إلّا أنّ هناك عاملاً آخر فائق الأهمّية يمكن أن يكون بدوره السبب، وتحديداً الخيارات المرتبطة بنمط الحياة، أي الأمور التي تقومون بها يومياً وتستطيعون التحكم فيها، من بينها الأكل. فكما أنّ المأكولات التي تستهلكونها قد ترفع احتمال إصابتكم بمشكلات صحّية مثل السكري، وأمراض القلب، وضغط الدم العالي، كذلك فإنها قد تُلحق الأضرار بأدمغتكم».

فبالإضافة إلى الإنخراط في تمارين التأمل وغيرها من الوسائل التي تضمن الاسترخاء وتتغلّب على التوتر، إستعينوا بهذه الوصفات الغذائية الثلاث التي وضعتها د. شيرزاي للتأثير إيجاباً في صحّة أدمغتكم:

 
 

وعاء الشوفان مع الحليب الذهبي
الحليب الذهبي هو المكوّن الأساسي الذي يجعل هذه الوجبة مفيدة للدماغ. إنه عبارة فقط عن حليب اللوز، غير أنّ اللون الذهبي يكون ناتجاً من إضافة الكركم المُضاد للأكسدة والالتهاب والذي رُبط بتحسين الذاكرة. تبيّن أنّ المركّبات المتوافرة في الكركم تلتصق بالبروتينات السيّئة الموجودة في الدماغ المعروفة بالـ»Amyloids» التي تزداد مع التقدم في العمر وترتبط بمرض الألزهايمر. عندما يرتبط الكركم بهذه البروتينات السيّئة، فإنه يطردها من الجسم ويخفض احتمال التعرّض لفقدان الذاكرة. وبالنسبة إلى الشوفان، فهو يشكّل مزيجاً جيداً مع الكركم لأنه مصدر للكربوهيدرات الجيدة والمغذيات المضادة للأكسدة وللالتهاب. هذه المنافع الصحّية للشوفان، جنباً إلى محتواه العالي بالألياف، قد تساعد أيضاً على خفض مستويات الكولسترول. هذا الأمر يضمن مُحاصرة كميات أقل من الكولسترول في الشرايين، ما ينعكس إيجاباً ليس فقط على القلب إنما أيضاً على صحّة الدماغ. ثبُت أنّ كثرة الكولسترول في الدم تعزّز خطر مرض الألزهايمر. للحصول على حصتين من هذه الوصفة، أنتم بحاجة إلى كوب من الشوفان، و3/4 كوب من حليب اللوز، وملعقتين كبيرتين من العسل، وملعقة كبيرة من الكركم، ونصف ملعقة صغيرة من الفانيلا، ونصف ملعقة صغيرة من الزنجبيل، ونصف ملعقة صغيرة من القرفة، ورشّة ملح، و1/3 كوب من التوت، وملعقتين كبيرتين من الجوز المفروم بشكل خشن، وملعقة كبيرة من بذور الشيا. يتمّ مزج الشوفان مع حليب اللوز، والعسل، والكركم، والفانيلا، والزنجبيل، والقرفة، والملح في وعاء وخلط المقادير جيداً، ثمّ وضعها في البراد لمدة لا تقلّ عن ساعتين قبل تقديمها مع التوت، والجوز، وبذور الشيا.

السَلطة مع صلصة زيت السمك
لاستمداد منافع صحّية مُعزِّزة للذاكرة، إبتعدوا عن صلصة خلّ البلسميك وغيرها من الصلصات التقليدية الأخرى واستخدموا زيت السمك بدلاً منها. إنه عبارة عن الأحماض الدهنية الأساسية الأوميغا 3 التي لا غِنى عنها لدماغ صحّي. فضلاً عن أنه يدعم الوظيفة المعرفية لدى الأشخاص الذين يَشكون من فقدان الذاكرة المعتدل وحتى الكآبة. وبما أنّ زيت السمك لا يتمتع بأفضل مذاق على الإطلاق، يُنصح بمزجه مع بعض المكوّنات لتقبّل النكهة، وبالتالي وضع الصلصة داخل الساندويشات أو حتى في سَلطات المعكرونة. للحصول على 8 حصص، أنتم بحاجة إلى ¾ كوب من اللبن اليوناني، و1/4 كوب من عصير الليمون، وملعقتين كبيرتين من زيت السمك المُنكّه بالحامض، وملعقة كبيرة من العسل، وملعقتين صغيرتين من الخلّ الأبيض، و3/4 ملعقة صغيرة من الملح، و1/4 ملعقة صغيرة من البهار الأسود، وملعقتين صغيرتين من الثوم المعمر الطازج المفروم بطريقة ناعمة. المطلوب وضع كل هذه المكوّنات في وعاء وخلطها جيداً، ثمّ تخزينها في البراد في حاوية مُغلقة.

عصير الشمندر والزنجبيل
إنّ الحصول على جرعة من هذا العصير يوفّر بعض الفوائد المُقوّية للدماغ، فالشمندر مليء بالنيترات الغذائي الذي يرفع الأوكسجين إلى الدماغ ويفتح الشرايين ليتدفق فيها المزيد من الدم. أمّا بالنسبة إلى الزنجبيل، فقد ثبُت أنّ هذا المُنكّه يستطيع خفض الالتهاب وبالتالي إبطاء معدل التدهور المعرفي.