عقدت الهيئة التنفيذية للمجلس الأعلى لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك اجتماعها الدوري، بعد ظهر أمس في المقر الصيفي لبطريركية الروم الملكيين الكاثوليك في عين تراز، قضاء عاليه، برئاسة البطريرك يوسف العبسي وحضور نائب الرئيس الوزير السابق ميشال فرعون ووزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي ووزير المهجرين غسان عطاالله والنواب: نقولا صحناوي، ادكار معلوف وسليم الخوري، والأمين العام المهندس لويس لحود وأمين الصندوق المهندس فادي سماحة والأعضاء. 

تم تداول شؤون الساعة وبنود جدول الأعمال، وفي نهاية الإجتماع، تلا الوزير جريصاتي البيان الآتي:


"استحضر المجتمعون تاريخ مقر عين تراز الذي أسسه البطريرك أغابيوس الثالث عام 1811 ليكون إكليريكية للروم الملكيين الكاثوليك، بحيث تم الاستغناء لاحقا عن وجهته هذه بعد إنشاء إكليريكية القديسة حنة في أورشليم، وأصبح مركزا لتنشئة الدعوات الكهنوتية المتأخرة وفي وقت متقارب المقر الصيفي للبطريركية. 
تعرض هذا الصرح الروحي المشرقي العريق للدمار في سنوات الاقتتال البغيض وتحديدا من 1841 و1845 و1981 و1983، فخسر المقتنيات الثمينة من مكتبته الفريدة والمحفوظات البطريركية التي اعتنى بجمعها بكل جهد المطران بطرس كامل مدور والأب ادريانوس شكور. أعيد ترميم المقر وتأهيله وتجهيزه في عهد غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث بحيث تم تكريسه من جديد في حزيران 2004، وقد أصبح مجددا منذ هذا التاريخ مقر الكرسي البطريركي الصيفي حيث ينعقد سنويا السينودس المقدس لطائفتنا. وفي عام 2011، احتفل باليوبيل المئوي الثاني لبنائه وهو، كسنديانة عين تراز المعمرة والعصية على الأزمان والعواصف والنكبات، قائم دوما وأبدا بهمة غبطة بطريركنا يوسف العبسي المؤتمن على كنيستنا والسينودس المقدس والإكليروس وصلواتهم وجماعة المؤمنين ودعائهم. وبما أن المسؤولين الممسكين بمقدرات الدولة مصممون على تمتين أواصر نسيجنا الوطني المتنوع وتماسكه، أكد الحاضرون ما يعتبرون أنها ثوابت ومسلمات وطنية مستمدة من وثيقة الوفاق الوطني والدستور، من أن لبنان وطن واحد، أرضا وشعبا ومؤسسات، وأرضه واحدة لكل اللبنانيين، ونظامه السياسي جمهوري ديموقراطي برلماني قائم على احترام الحريات العامة وفي طليعتها حرية الرأي، وأن لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك، وهو غير قابل للتجزئة من أي منطلق كان. أما حرية إبداء الرأي قولا وكتابة، وحرية الاجتماع وحرية التنقل، فإنما هي حريات كفلها الدستور من ضمن دائرة القانون. وعليه، لا يسع المجتمعين إلا التمسك بوحدة الجبل، قلب لبنان النابض وموئل السلام والاطمئنان والعيش الآمن لجميع اللبنانيين، من المقيمين فيه وغير المقيمين، هذا الجبل الذي اعتاد المصالحات في الشدائد، ولا سيما المصالحة التي حصلت عام 2001 والتي يجب تحصينها. 


وعليه، استنكر المجتمعون ما حصل في قضاء عاليه من تجاوزات أمنية وصولا إلى واقعة بلدة البساتين العزيزة التي تحولت فيها ورود شبابها والجوار إلى اللون الأرجواني، ما يدعونا إلى التقدم من ذويهم بتعازينا الحارة ومن الجرحى بالدعاء بالشفاء العاجل، ومن أهل الجبل، وعاليه خصوصا، بنصح صادق بانتهاج نهج السلام والوئام تفاديا لعنف يؤدي إلى الخراب والدمار.

وتدعم الهيئة التنفيذية من دون تردد وزراء الطائفة ونوابها وكبار المسؤولين السياسيين والإداريين الحاليين والسابقين فيها، ولا سيما عند استهدافهم من غير وجه حق، وتخص بالذكر ما يتعرض له وزير المهجرين المقدام غسان عطاالله من حملة شخصية لا يتوافر أي مرتكز واقعي لها، وهو استهداف لنا جميعا، وهو المؤتمن على إقفال ملف المهجرين نهائيا.

وطالبت الهيئة التنفيذية بإنعقاد مجلس الوزراء من دون إبطاء أو تأخير نظرا الى الدور المنوط به والملفات الكثيرة والمهمة التي تنتظره.

وشدت الهيئة على يد المسؤولين بدءا من فخامة رئيس الجمهورية في مساعيهم الى معالجة ملف المية ومية ونزع السلاح من المخيم وحفظ حقوق المالكين.

ثم انتقلت الهيئة التنفيذية، بعد تلاوة محضر الاجتماع السابق، إلى مناقشة بنود جدول الأعمال واتخاذ القرارات المناسبة في شأنها، ولا سيما في ما يتعلق بالتعديلات على نظام المجلس الأعلى، توقيتا ومضمونا، ووضع الصندوق ونشاطات المجلس الاجتماعية الطابع وأمور أخرى تهم الطائفة من منطلق انفتاحها وهي التي نبذت دوما كل تقوقع وانغلاق.

ونوهت الهيئة التنفيذية بما أنجزت الجمعية الخيرية للروم الملكيين الكاثوليك في بيروت من بناء نموذجي في الأشرفية للاعتناء بالمرضى المسنين، وهو صرح اجتماعي وطبي متخصص وكامل التجهيز، سماه مؤسسوه الأكارم "واحة الحياة" وقد رعى افتتاحه فخامة رئيس الجمهورية العماد عون، في حضور غبطة البطريرك يوسف العبسي المكرس والمبارك، وحشد من أبناء طائفتنا والمعنيين بالمشروع الكبير. 


ورحبت الهيئة التنفيذية بالزيارة المزمعة لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عاصمة الكثلكة زحلة في مناسبة "يوم العرق اللبناني"، الرئيس الذي يبدي دوما عاطفة خاصة لهذه المدينة وبلدات الجوار والبقاع عموما من حيث أنها جميعها ساحة تلاق وعيش واحد".