لندن تنفي إرسال وسطاء إلى طهران للتفاوض بشأن السفينة المحتجزة.
 
أطلق مستشار بارز للمرشد الأعلى في إيران علي خامنئي تصريحا غير محسوب تجاه الإمارات في الوقت الذي تتعرض فيه إيران لضغوط أميركية وبريطانية بشأن التهديدات التي تطلقها ضد أمن الملاحة في اليمن، وهو ما جعل ذلك التصريح بمثابة تنفيس عن أزمة إيرانية لم تعد تتحمّل إطلاق الشعارات والتهديدات الخطابية.
 
يأتي هذا فيما نفت بريطانيا أن تكون قد أرسلت وسطاء للتفاوض مع إيران بشأن إخلاء سبيل السفينة المحتجزة، وسط ترقب كبير بشأن موقف رئيس الوزراء الجديد بوريس جونسون الذي يبدو أنه يسير على خطى الرئيس الأميركي دونالد ترامب في رسم العلاقات الخارجية.
 
وزعم حسين دهقان المستشار العسكري لخامنئي أن أبوظبي تحولت إلى مركز أميركي لضرب الأمن القومي الإيراني.
 
وورد التصريح في سياق تلويح إيراني مكرور بشأن غلق مضيق هرمز، ولم يكن تعليقا على موقف أو تصريح لمسؤول إماراتي، وهو ما يجعله كلاما مسقطا ويعكس أسلوبا إيرانيا بات معلوما للجميع يقوم على إطلاق التصريحات الصادمة للتغطية على أزمة خانقة يعيشها النظام في مواجهة الضغوط الغربية المتصاعدة.
 
ومنذ انطلاق أزمة استهداف السفن في مايو الماضي، سعت الإمارات إلى النأي بنفسها عن خطابات التصعيد وتسجيل النقاط، وتكفلت بإجراء تحقيق تقني دقيق بشأن استهداف أربع سفن قبالة سواحلها.
 
ولم يكن التقرير الذي انتهى إليه التحقيق مهتما بتسجيل موقف سياسي ضد إيران أو غيرها بقدر ما كان الهدف منه الوقوف على ما جرى بشكل دقيق وشفاف، وتقديمه إلى مجلس الأمن ليتولى التعامل معه، وذلك رغم أن الاعتداءات تحمل بصمات عملية معقدة ومنسقة تقف وراءها دولة.

ويقول مراقبون إن إيران لا تزال تراهن على سياسة الهروب إلى الأمام، والظهور كطرف قوي ومكابر أمام شعبها، لكن سياسة التعنت هذه لم تحقق إلى الآن أي نتائج وقد تدفع إلى ضغوط أكبر وعقوبات أوسع، وأنه كان عليها التهدئة خاصة مع دول جارة سبق أن اعترفت طهران نفسها بأفضال هذه الدول عليها في أزمات سابقة.

ويرى هؤلاء أن على الإيرانيين أن يغيروا أسلوب معاركهم ويكفوا عن الوهم بأن الجميع ضدهم، خاصة أنهم دأبوا على إعلان رغبتهم في إقامة علاقات متطورة مع دول الخليج بما في ذلك مع السعودية واستعدادهم لتجاوز نقاط الخلاف.

وفيما يطلق مسؤولون كبار في طهران تصريحات توحي بالاستعداد للمواجهة، تتحرك دوائر النظام لإطلاق تسريبات عن وساطات ووسطاء، والهدف هو البحث عن مخارج للأزمة ولكن على أساس أن الخصوم هم من يسعون لوقف التصعيد وفتح باب الحوار.

وقال مصدر دبلوماسي بريطاني إن بلاده لم ترسل أي ممثلين إلى إيران كوسطاء، وذلك بعدما ذكر الموقع الإلكتروني لوكالة تسنيم للأنباء أن وسيطا أُرسل لبحث تحرير ناقلة ترفع علم بريطانيا تحتجزها الجمهورية الإسلامية.

وأضاف المصدر “لسنا على علم بإرسال أي ممثلين كوسطاء إلى إيران”.

وألمح الرئيس الإيراني حسن روحاني، الأربعاء، إلى استعداد طهران لتبادل الناقلات مع بريطانيا وإجراء محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة بشأن برنامج بلاده النووي والعقوبات.

وبحسب موقعه الرسمي، صرح روحاني “لا نريد استمرار التوتر مع بعض البلدان الأوروبية”.

وفي إشارة واضحة إلى بريطانيا، قال روحاني إنه “إذا التزمت هذه البلدان بالأطر الدولية وتخلت عن إجراءاتها الخاطئة بما فيها ما رأيتموه في جبل طارق، ستشهدون ردا مناسبا من جانب إيران”.

وقالت شركة ستينا بالك السويدية، التي تشغل ناقلة ترفع علم بريطانيا احتجزتها إيران الأسبوع الماضي في مضيق هرمز، إن طاقم الناقلة المؤلف من 23 فردا بخير، وذلك بعدما اتصلت بهم الشركة.

وكانت الناقلة ستينا إمبيرو في طريقها إلى ميناء سعودي عندما غيرت مسارها فجأة بعد عبورها مضيق هرمز وتوجهت إلى إيران بعد سيطرة الحرس الثوري عليها.

وأعلنت إيران، السبت، أنها احتجزت الناقلة لأنها اصطدمت بقارب صيد. وقالت شركة ستينا بالك إنها لم تتلق دليلا يؤكد حدوث مثل هذا التصادم.

وقال المتحدث باسم الشركة بات أدامسون “أجرينا اتصالا مباشرا مع الطاقم على متن السفينة الليلة الماضية عبر الهاتف وكلهم بخير وبصحة جيدة ويجدون تعاونا طيبا مع الإيرانيين على متن السفينة”.

وتوترت العلاقات بين طهران ولندن بسبب احتجاز السلطات البريطانية ناقلة إيرانية قبالة جبل طارق مطلع يونيو، واحتجاز طهران سفينة ترفع العلم البريطاني في مياه الخليج الأسبوع الماضي.

كما أكد روحاني أن إيران مستعدة لمحادثات في حال وجود “هدنة” في العقوبات الاقتصادية المفروضة على الجمهورية الإسلامية.

وفي وقت سابق من الشهر الحالي، بعث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كبير مستشاريه إيمانويل بون، إلى إيران “لوضع استراتيجية لخفض التوتر”.

ونفت اليابان وفرنسا العمل كوسيط بين إيران والولايات المتحدة.