بعد احتجازها ناقلة النفط البريطانية "ستينا امبيرو" عند مرفأ بندر عباس أمس الأحد، تبدو طهران مصممة على توسيع مدى التوتر في الخليج، وجرّ أوروبا لمواجهة لم تعد مستبعدة، بحسب ما ذكر موقع "24".
 
وبحسب الموقع، لم تخل عملية اختطاف الناقلة من قبل عناصر من الحرس الثوري الإيراني ورفع العلم الإيراني لاحقاً، من جانب استعراضي تهدف السلطات في طهران من خلاله الظهور بصورة غير المكترث بالعقوبات المفروضة، وتلك التي ستفرض عليها قريباً.
 
لكن الهدف الأوضح من وراء اختطاف الناقلة، محاولة طهران لتوسعة أوراق الضغط الخاصة بها، لطرحها في وقت لاحق على طاولة المفاوضات مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بهدف تعقيد وإطالة أمد المفاوضات.
 
ولكن يؤخذ بعين الاعتبار أن ما تعمد عليه إيران في الفترة الأخيرة، إلى جانب توسعة النشاط الإرهابي لميليشياتها في عدد من دول المنطقة، قد يخرج عن مسار ناقلات النفط والتهديد والوعيد بين الفينة والأخرى، ليشكل أزمة واقعية أمام الدول الأوروبية التي بدورها تسعى للجم التطرف الإيراني، ما يمكن تصويره بعملية "المراهنة" ليس للتفاوض بل لفرض الشروط.
 
وما يعكس تلك المؤشرات، هي التحذيرات التي نقلتها صحيفة "دايلي تلغراف" مساء أمس الأحد، من نشر خلايا إرهابية، مدعومة من إيران، داخل المملكة المتحدة، حيث بإمكان طهران أن تعطي الضوء الأخضر لبدء الهجمات رداً على النزاع في الخليج.
 
ولا يمكن فصل الأنباء الأخيرة عن ما تعمد طهران على فعله في الفترة الماضية من تصعيد، وتحديداً مع تحدي المجتمع الدولي برفع نسبة تخصيب اليورانيوم، استهداف ناقلات النفط بالقرب من الإمارات ومضيق هرمز، اعتقال مزدوجي الجنسية.
 
 
 
ويرى متابعون أن ما دأبت عليه السلطات الإيرانية قد يكون مشابهاً للأحداث التي سبقت خضوع النظام الإيراني للاتفاق النووي السابق الذي تم توقيعه في 2005، إلا أن ما تغفل عنه طهران أن الظروف قد اختلفت تماماً.
 
فعدد كبير من الدول، لاسيما الأوروبية منها، أدانت الأفعال الإيرانية الأخيرة، وطالبت السلطات في طهران بإطلاق سراح ناقلة النفط البريطانية والكف عن تهديد السفن التي تعبر مضيق هرمز.
 
وكان وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت أكد يوم الجمعة الماضي أن توقيف ناقلة النفط سيكون له مضاعفات جمة، ما قد يشير إلى أن بريطانيا، وليس الولايات المتحدة كما يعتقد، قد تشكل رأس الحربة في عمليات عسكرية مستقبلية ضد الحرس الثوري.
 
وعليه، تبدو أن الدول الغربية، من بينها الولايات المتحدة، تستعد لمستقبل غير معروف مع النظام الإيراني، فالرئيس ترامب أمر بنشر المزيد من الآليات والجنود في منطقة الخليج العربي، في خطوة تعتبر الأولى لواشنطن منذ 16 عاماً، أما طهران فهي من جهتها تشحذ همم خلياها النائمة في المنطقة العربية والدول الأوروبية، ويبقى السؤال الأبرز.. هل يتجه العالم إلى اشتباك مسلح أم فرض شروط تفاوضية على الطرف الآخر؟