التصريحات الإيجابية التي أدلى بها مندوب السعودية في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي تركت تاثيرها لدى صناع القرار في إيران.
 
في أوج التوتر الذي تشهده العلاقات الإيرانية الأميركية وصلت ذروته لدى إسقاط الطائرة المسيرة التجسسية الأميركية ثم احتجاز ناقلة نفط بريطانية، يبدو أن بوصلة العلاقات السعودية الإيرانية تتجه باتجاه آخر حيث نجد أخيرا إشارات إيجابية من قبل السلطات السعودية فيما يتعلق بالعلاقات مع طهران. 
أولى تلك الإشارات هي ما أدلى به مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي حيث قال إننا لا نريد حربا مع إيران لا في اليمن ولا في سواها وأننا لدينا اتصالات مع إيران من خلال القمة الإسلامية التي انعقدت مؤخرا في مكة. 
 
بناء على تلك الإشارات الإيجابية أعلن المتحدث الرسمي للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني حسين نقوي ان المملكة السعودية اتخذت اتجاها معقولا لقرارها مضيفا أن إيران كانت تؤكد منذ البداية على ضرورة تبني نهج الحوار بين البلدين بعيدا عن تدخل الولايات المتحدة والصهاينة وحاليا ليس هناك ما يمنع الحوار بين البلدين. 
 
 
ثاني تلك الإشارات هي الإفراج عن سفينة إيرانية محتجزة في ميناء جدة بعد لجوئها إلى الميناء بسبب أعطال فنية. وقد آثار احتجاز تلك الناقلة من قبل السلطات السعودية بالرغم من إصلاح تلك الاعطال الفنية، امتعاضا إيرانيا خلال أسابيع ماضية. وجاء الرد الإيراني على لسان المتحدث باسم الخارجية عباس موسوي حيث قال ان إيران تثمن جهود السعودية بشأن إعادة ناقلة النفط هابينس  الإيرانية.
 
جاءت تلك التطورات بالتزامن مع إعادة الأمل لاستثناف العمرة للايرانيين بعد نهاية مناسك الحج في العام الجاري بعد تعطيلها منذ 2014 اي بعد وقوع حادثة منا التي ذهب ضحيتها الآلاف من الحجاج ومن بينهم اكثر من الف حاج ايراني. 
 
تلك التطورات تبعث على الأمل في تحريك المياه الراكدة الساخنة وتبريدها في العلاقات السعودية الإيرانية.
ان إيران أثبتت خلال الفترة الأخيرة أنها تتجنب توتير علاقاتها مع جيرانها خاصة لأنها تعرف جيدا أن اي مواجهة بينها وبين اي بلد عربي خاصة المملكة السعودية تصب لمصلحة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة وتوسع الفجوة بينها وبين تلك الدول. 
 
التصريحات الإيجابية التي أدلى بها مندوب السعودية في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي تركت تاثيرها لدى صناع القرار في إيران. 
 
ويبدو ان إيران تتوقع تطبيق تلك التصريحات وترجمتها إلى قرارات من شأنها تخفيف التوتر وتطبيع العلاقات بين البلدين. 
ان إيران والسعودية تستغنيان عن الوسيط السويسري او العماني ولا بد لهما من إعطاء الدبلوماسية حقها كما أكد السفير المعلمي عليه قائلا ان الوقت كله للدبلوماسية. نعم ان الدبلوماسية تحتاج إلى ارضية مشتركة تستند إلى القانون الدولي والمعاهدات الدولية وفق المتحدث ولكن العثور على تلك الأرضية المشتركة ليس بامر عسير حتى لو لم يكن هناك قانون دولي. فان الشريعة الإسلامية التي تحكم البلدين كفيلة بذلك. ان إنهاء معاناة الشعب اليمني وحقن دماء الأبرياء يكفيان لعودة البلدين إلى الدبلوماسية.