المصائب لا تأتي فُرادى، بل تتناسل من بعضها البعض، وموازنة العام ٢٠٢٠ ليست بعيدة، والله المستعان على كلّ مكروه.
 

مع قليلٍ من التفاؤل، فإنّ الموازنة العامة للدولة والتي أقرها مجلس النواب اللبناني منذ أيام قليلة، قد تحمل إلى المسؤلين الذين تتحلّب أفواههم على المزيد من قروض المليارات الأحد عشر الموعودين فيها،(ولن يعدموا وسيلة لوضع معظمها في جيوبهم)، وفي سبيل ذلك أُنجزت هذه الموازنة-الفضيحة، حيث جرى فرض المزيد من الرسوم والضرائب(ثلاثة في المائة على البضائع المستوردة)، واقتطاع كم ألف ليرة من معاشات العسكريين المتقاعدين، وكم مائة ألف من معاشات كبار الموظفين المدنيين والعسكريين المتقاعدين، في حين لم يجرؤ أحد على اقتطاع فلسٍ واحد من رواتب النواب السابقين والحاليين،  كما لم يجرؤ أحد على ملامسة"المحميات" التي يتمركز فيها الفساد وهدر المال العام ونهبه، بشهادة بعض النواب وفي مقدمهم اللواء جميل السيد( مصرف لبنان المركزي، اوجيرو، المرفأ، الضمان الاجتماعي، مجلس الإنماء والاعمار، مجلس الجنوب، الريجي، مع غيرها بالطبع)، ومع ذلك يخرج علينا رئيس الحكومة سعد الحريري ليُبارك للشعب اللبناني إنجاز هذا الحدث الهام، موازنة سنة مالية مضى منها سبعة أشهر من إثني عشر شهراً، وهو في واقع الحال كان يُبارك لشخصه وشركائه في الحكم، بأنّ أموال "سيدر" باتت في متناول اليد،  وسيكون معظمها، بعد عناءٍ قليل، والمزيد من خمول هذا الشعب الصابر، في جيوبنا ( بحَول الله وقوّته)، وبعد ذلك الانهيار قادم،  ولن يبقى بين يدي اللبنانيين سوى العلم اللبناني تتوسطه أرزة خضراء، ونشيد كلنا للوطن ( رغماً عن أنف مارسيل خليفة)، والدستور اللبناني الذي أهدى نسخةً منه نائب التيار الوطني الحر لنائب القوات جورج عقيص( وعقيص للمفارقة كان علماً في القضاء وأستاذاً في القانون الدستوري والعلاقات الدولية).

اقرا ايضا : على هامش قضية العمالة الاجنبية..واجبات المثقف الأدبية

 

تصبحون على وطن، والمصائب لا تأتي فُرادى، بل تتناسل من بعضها البعض، وموازنة العام ٢٠٢٠ ليست بعيدة، والله المستعان على كلّ مكروه.