الموافقة على مشروع الموازنة هذه يوضح من جديد زيف الشعارات وأن كل هذه المعركة لم تكن سوى شعارات إعلامية إنتخابية وذر للرماد في العيون .
 
انتهى التصويت يوم أمس على مشروع الموازنة ليقفل الملف على فضائح جديدة للعهد القوى وحكومة "هيا إلى العمل" العاطلة عن العمل  وأحزاب السلطة.
 
خلال ثلاثة أيام من المناقشات والمداولات والخطابات كانت كلها كما أشرنا في مقال سابق استعراضات لا تعدو كونها مسرحية هزلية مملة، خطابات كتبت بحبر الكذب والمزايدات استثناء بعض النواب الذي كانوا أكثر انسجاما مع قناعاتهم وخطاباتهم .
 
قد يكون من الطبيعي أن يصوت بعض الأطراف والأحزاب على هذه الموازنة لحماية مكتسابتهم ومحمياتهم وفسادهم وسرقاتهم، ولكن اللافت ما ذهب إليه حزب الله صاحب لواء معركة الفساد والمقاومة الاقتصادية، إذ يصوت للمرة الأولى في تاريخه ومنذ دخوله البرلمان اللبناني لصالح الموازنة بعد أن امتنع عن الصويت لصالح أي موازنة.
 
حزب الله الذي أكد أكثر من مرة على محاربة الفساد على قيادة المعركة ضد الفساد من خلال أكثر من موقف للأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، ومن خلال أكثر من مؤتمر صحفي للنائب في كتلة الوفاء للمقاومة حسن فضل وقد عين مسؤولا لهذا الملف وما تحدث عنه من ملفات، وما يردده دائما عن وجود معلومات بحوزته "تؤدي بكثيرين إلى السجن" فكيف ينسجم هذا الخطاب وهذه المعركة ضد الفساد بالتصويت على موازنة أقل ما يقال فيها موازنة حماية السرقة والفساد، وموازنة تكريس الإعتداء على المال العام، وموازنة الإعتداء على لقمة العيش للعسكريين والموظفين وباقي طبقات الشعب اللبناني.
 
أسئلة كثيرة تطرح نفسها اليوم هل تورط الحزب في الموافقة على هذه الموازنة؟ كيف ينسجم حزب الله مع شعاراته في محاربة الفساد وموافقته على مثل هذه الموازنة؟ هل كانت هذه الخطوة مبررة في سياق محاربة الفساد، هل تقف العقوبات الاميركية ضد الحزب وراء مواقفته على الموازنة؟ 
 
أسئلة كثيرة لا يملك الإجابة عليها سوى الحزب وحده، إلا أن ما يمكن أن يقال أن قرار التصويت على الموازنة شكل صدمة كبيرة في الأوساط القريبة من الحزب والبعيدة عنه وسط حالة استغراب وتساؤلات عن مصير المعركة ضد الفساد التي ما زال الحزب حتى اليوم يؤكد عليها.
 
لم نعد بحاجة إلى خطابات وشعارات ونحن نكتشف يوما بعد يوم أن هذه الأساليب لم تكن سوى فقاعات وفي سياق تحشيد الرأي العام وفقا لاهداف وسياسات محددة.
 
الموافقة على مشروع الموازنة هذه يوضح من جديد زيف الشعارات وأن كل هذه المعركة لم تكن سوى شعارات إعلامية  إنتخابية وذر للرماد في العيون .