في مثل هذا اليوم من السنة الفائتة وخلال الاحتفالات بعيد القديس شربل في بلدته في بقاعكفرا، سألت «الجمهورية» البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، بعد ترؤسه الذبيحة الالهية، عن النوايا التي طلب شفاعة قديس لبنان في عيده لتحقيقها، فأجاب بأنّه طلب منه «أعجوبة لكي تُشكّل الحكومة» فتشكّلت!
 

أمس، في موازاة قيام التظاهرات في محيط ساحة النجمة إعتراضاً على موازنة 2019، وإنتفاضاً لمنع المساس بحقوق الجيش اللبناني، كانت الإحتفالات بعيد القديس شربل قائمة في بلدته في المقلب الآخر من الوطن الصغير. وكان أيضاً «المتظاهرون» المؤمنون المؤيّدون لقديس لبنان يرفعون اليه الصلوات والإبتهالات لإنقاذ الوطن من الإنهيار، كما اعتادوا أن يفعلوا في كل لحظة يشعرون فيها بقرب الإنهيار. ولكن المفارقة أنّ بلدة بقاعكفرا شهدت أمس جحافل بالآلاف، فلم تعد تتسع ساحاتها ولا كنائسها، فافترش المؤمنون الطرقات العامة وأضاؤا الشموع على نيّة أوجاعهم ووجع الوطن.

قد لا يؤمن البعض بأنّ للختيار شربل اليد الطولى في أعجوبة تشكيل الحكومة، التي رُفعت الصلوات من أجل قيامها في ذكرى الاحتفال بعيده السنة الفائتة، عندما كانت البلاد تترنح على بساط الفراغ الحكومي. ولكن اللبنانييّن، وبخاصة المؤمنون منهم، واثقون بأنّ كل أعجوبة خلاص تحلّ في لبنان لا بدّ من أن تكون مسّتها يدٌ خفية ... فكيف لو كانت يد القديس شربل.

«الجمهورية» إستطلعت آراء بعض النواب ممن إستطاعت التواصل معهم بالرغم من «العوائق الحديدية» الإستثنائية يوم أمس، والحقيقة أنّ غالبيتهم يؤمن بقدرة قديس لبنان العجائبية، ومنهم من تذكّر أنّ اليوم يُصادف ذكرى عيده، ومنهم من أنساه ضغط الموازنة وتحدّياتها.

اسحق: عين شربل على لبنان 
وحده نائب منطقة بشرّي جوزف اسحق علّق بالقول: «كيف يمكن لنا أن ننسى تاريخ عيد قديس منطقتنا»، موضحاً أنه «ليس هناك تاريخ محدّد لعيد القديس الذي ثٌبّتَ سنوياً في الأحد الثالث من شهر تموز في كل عام». وقال إنّه «مؤمن إيماناً تاماً أنّ مار شربل وجميع القديسين في لبنان والعالم عينهم تخيّم فوق لبنان وهم يسهلون أمورهم رغم المصاعب القائمة». 

أمّا الموازنة، «فهي ستمرّ مع القديس أو بدونه» وفق تعبيره، ولكنها من المؤكّد «ليست هي من ستنقذ لبنان من الوضع الإقتصادي الذي يمرّ به»، موضحاً أنّها بمعنى آخر «لن تقدّم أو تؤخّر في إنقاذ لبنان»، طالباً من قديس عنايا في عيده «أن يُلهم عقول السياسيين».

إفرام: سلّمت القديس شربل «الخطة الخمسية»
النائب في «تكتل لبنان القوي» نعمت افرام، الذي تربطه علاقة خاصة بالقديس شربل، أكّد أنّه «لم ينس تاريخ عيد القديس شربل الذي يصادف غداً الأحد»، مشيراً الى أنّه سيقصد عنايا للاحتفال به مع الرهبان وبعض الزملاء النواب. ولفت الى أنّه شخصياً «يثق بقديسي لبنان وليس بسياسيي لبنان، لان القديسين يثبتون له يوميّاً بأنّ لبنان باقٍ ككيان ولن يزول»، مؤكّداً «أنّ يد القديس شربل الخفية لم يبعدها يوماً عن سماء لبنان، وبأنّ تجربته الخاصة تؤكّد له هذا الأمر»، كاشفاً انّه «لم يكن يفكر في دخول المعترك السياسي لولا هذا الاختبار الخاص مع القديس شربل الذي أصرّ بعدم الكشف عنه لخصوصيته».

وعن أعجوبة الموازنة وتداعياتها يصفها افرام «بالسهلة بالنسبة لقديس لبنان والعالم «وبتقطع»، لكنه شخصيّاً سيطلب منه مهمّة أصعب، كاشفاً عن انه سلّمه «الخطة الخمسية» الانقاذية التي طرحها، والتي وفق تعبيره ستجنّب لبنان الكارثة والقطوع الكبير.

نادر: بالرغم من إيماني... لن يستطيع تحقيق هذه الأعجوبة!
الاجابة اللافتة كانت للعميد جورج نادر، وهو من المؤمنين بقدرة القديس شربل العجائبية، وكانت له شهادة حية في إحدى مصالحات ضباط من «القوات اللبنانية» مع ضباط من الجيش اللبناني التي رعتها «حركة لبنان رسالة» عام 2014.

بحسب نادر، «هذه الاعجوبة صعبة على قديس لبنان»، موضحاً أنّ «القديس الكبير الذي يؤمن به قادر على شفاء مريض، لكنه لن يستطيع شفاء طبقة سياسية مريضة برمتها وغير قابلة للشفاء ولو بأعجوبة، فمرضها بحسب تعبيره مزمن ومنذ مئات السنين وستستلزم القديس شربل مدة 30 سنة صلاة وربما أكثر لشفائهم، وقد يستطيع شفاء واحد او ثلاثة، ولكن ليس الجميع». وأضاف: «كما تتطلب منه مجلساً عاما للقديسين جميعهم والطلب والابتهال من يسوع وتدخّل مريم العذراء ووسطاء من السماء، لأنّ الاعجوبة كبيرة وليس من السهل تحقيقها». 

وأشار نادر الى الايمان الكبير الذي يكتنزه في قلبه للقديس شربل، و»مثله باقي العسكريين مسلمين ومسيحيين الذين لا توحدّهم مذاهبهم إنّما إيمانهم بلبنان وبالله»، كاشفا انّه «التقى الكثيرين من العسكريين من مختلف الطوائف في عنايا وبشوات يصلّون بخشوع حتى أكثر من بعض المسيحيين».

ولفت الى أنّ القديس شربل يشبه الى حد كبير في حياته المتقشفة حياة العسكريين، وقد كوفئ في النهاية، لكن العسكر عاشوا طوال حياتهم في حالة تقشف، لكن لم يلاقوا مكافأة من أحد». وللمراهنين أنّ أمس كانت النهاية، وأنه كان يومهم الأخير في الشارع قال: «لن تكون النهاية، بل ستكون بداية التحرّك على مستوى وطن. والقديس شربل معنا».