استنجاد موسكو بالقوات الخاصة يشير إلى أنها عازمة على حسم الصراع العسكري المباشر مع الجماعات المتشددة.
 
تمضي روسيا نحو الحسم العسكري في إدلب وذلك باستقدام قوات برية خاصة تساعد القوات الحكومية السورية على التقدم في مناطق سيطرة جماعات إسلامية متشددة بعضها يرتبط بشكل مباشر بتركيا.
 
وزادت أنقرة في الأسابيع الأخيرة من منسوب دعمها العسكري لهذه الجماعات لإدامة الأزمة وتوظيفها كورقة لتحسين شروط التفاوض مع موسكو التي باتت اللاعب المحوري في الميدان السوري.
 
وقال قادة كبار في المعارضة السورية إن روسيا أرسلت قوات خاصة خلال الأيام الماضية للقتال إلى جانب الجيش السوري، الذي يسعى جاهدا لتحقيق مكاسب في هجوم مستمر منذ أكثر من شهرين بشمال غرب البلاد للسيطرة على آخر معقل للمعارضة.
 
وأضافوا أنه رغم تمركز ضباط وجنود روس خلف خطوط المواجهة حيث يديرون العمليات ويستعينون بقناصة ويطلقون صواريخ مضادة للدبابات، فإن هذه هي المرة الأولى التي ترسل فيها موسكو قوات برية إلى ساحة المعركة في الهجوم الذي بدأ في نهاية أبريل الماضي.
 
ويعتقد متابعون للشأن السوري أن الاستنجاد بقوات خاصة يشير إلى أن روسيا باتت عازمة على حسم الصراع العسكري المباشر مع الجماعات المتشددة، وأن هذا يضع تركيا أمام خيارين إما الانسحاب ووقف تمويل وتسليح المتطرفين، وإما الاستمرار في اللعبة ما قد يقودها إلى التورط في نزاع مباشر مع روسيا والقوات السورية الحكومية.
 
وسمح استمرار التوتر في إدلب للجماعات المسلحة بإعادة ترتيب البيت الداخلي والمبادرة بشن هجمات على القوات السورية والميليشيات الحليفة لها على أكثر من نقطة مواجهة، وأماط اللثام عن الدور التركي الهادف إلى إطالة النزاع ما يسمح بالتوصل إلى حلّ وفاقي يراعي مصالح أنقرة والميليشيات الموالية لها.
 
وفيما نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع الروسية قولها “لم تكن لروسيا وليست لديها حاليا قوات برية في سوريا”، فإن وزير الخارجية، سيرجي لافروف لم يخف اتهامه لواشنطن وحلفائها بالسعي لإفشال اتفاق إدلب.
 
وقال النقيب ناجي مصطفى المتحدث باسم تحالف الجبهة الوطنية للتحرير المدعوم من تركيا “هذه القوات الخاصة الروسية الآن متواجدة في الميدان”.
 
ودخلت القوات البرية الروسية المعركة مع القوات الحكومية للسيطرة على منطقة الحميمات الاستراتيجية بشمال حماة والتي سقطت في أيدي مقاتلي المعارضة، الأسبوع الماضي.
 
وأضاف مصطفى “عندما تفشل قوات الأسد تقوم روسيا بالتدخل بشكل مباشر. الآن تدخلت بشكل مباشر بعد فشل قوات النظام فقامت روسيا بقصف المنطقة بأكثر من 200 طلعة”.
 
ولم تسفر العمليات المدعومة من روسيا في محافظة إدلب وحولها على مدى أكثر من شهرين عن شيء يذكر لروسيا وحليفها الرئيس بشار الأسد.
 
وهذه حالة نادرة لحملة عسكرية لم تحسم لصالح روسيا منذ تدخلها في سوريا عام 2015.
 
وقال مصطفى “روسيا لم تفشل فقط إنما تعرضت للهزيمة”.
 
وقال قائد جماعة رئيسية لمقاتلي المعارضة إن نشر موسكو لأعداد لم يكشف عنها من القوات البرية إنما جاء بعدما فشلت قوات خاصة سورية يطلق عليها (قوات النمر) وميليشيات متحالفة معها في تحقيق أي مكاسب ميدانية كبيرة.
 
وقال جميل الصالح قائد جماعة جيش العزة “وجد النظام أنه في مأزق فاضطر إلى أن يطلب من القوات الروسية أن تكون في الميدان”.
 
وكرر الصالح ما سبق وأن ذكرته المعارضة من أن القوات الروسية والقوات المتحالفة معها، والتي حققت النصر في أي معركة رئيسية مع المعارضة منذ تدخلت موسكو في سوريا، أساءت تقدير قوة مقاتلي المعارضة وروحها المعنوية.
 
وقال “بناء على حجم التمهيد المدفعي والجوي كان يتوقع الروس أن يسيطروا على مناطق واسعة وكبيرة جدا”.
 
وقال مقاتلون من المعارضة اتصلت بهم رويترز إن إمدادات أسلحة تشمل صواريخ موجهة مضادة للدبابات من تركيا كبدت الروس وحلفاءهم خسائر فادحة بل وصدت هجمات برية.
 
وخلف الهجوم بقيادة روسيا دمارا بعشرات القرى والبلدات كما أجبر أكثر من 300 ألف مدني على الفرار لأماكن آمنة أكثر قربا من الحدود التركية، وفقا للأمم المتحدة.
 
وكشف مسؤول آخر في المعارضة أن قوات شيعية مدعومة من إيران تدخل المعركة الآن بعدما امتنعت في السابق عن الانضمام إلى الهجوم الذي تقوده روسيا.
 
وقال محمد رشيد المتحدث باسم جيش النصر وهو جماعة معارضة تدعمها تركيا “الإيرانيون استقدموا تعزيزات وهم يحاربون الآن في بعض الجبهات”.