هل استقال الموسوي بطلب من قيادة حزب الله؟
 
بدون أدنى شك، إن فعل الإستقالة قرار مباشر من ألأمانة العامة لحزب الله ولا مجال للجدل في أمور لا يجرؤ عليها أحد في تنظيم ممسوك جيداً ولا إمكانية للإجتهاد فيه لفرد من أعالي الشجرة الحزبية أو من إحدى أغصانها المتدنية والمتدلية وخاصة في مسائل حسّاسة تتصل بالأمن السياسي وعلى وجه الخصوص في موضوع عضو في كتلة الوفاء للمقاومة .
 
حتى لا نضيع أجر الحديث في جدل عقيم نرى في الإستقالة نفسها وفي الأسباب الموجبة من وجهة نظر الحزب الذي جعل من أفراده وكوادره ممثلين للطائفة في مجلسي النواب والحكومة خطوة غير مسبوقة تمنح الحزب علامة مضيئة في سماء السياسة اللبنانية وتدبير يجب أن يعتمد من قبل أفرقاء الطبقة السياسية لجعل المجلس بلا نواب وهذا ما يدفع الى اتخاذ إجراءات صارمة بحق المرشحين لنيابة الأمّة بحيث تقدم كل طائفة أفضل ما عندها لناحية التخصص في مجال التشريع لأن عمل المجلس النيابي تشريعي وليس رفع أياد وخطابات رنّانة وتحويله لسوق عكاظ .
 
لا شك بأن جدلية الحديث عن مشروعية الدعوة الى وضع حدّ لكل من يخرج عن التزامات السياسة الحزبية فيها الكثير من النظر كونها تعطل عمل الفرد وتلغيه لصالح القائد العظيم وهذا ما عرى السياسيين في لبنان إذ أن أغلبهم لا حول له ولا قوّة ولا يستطيع الهمس دون إذن مسبق من صاحب الأمر وما الحديث عن الإستقالات المسبقة لنواب ووزراء في تيّار سياسي إلاّ إنموذج رديء لعيّنة سياسية من عيّنات التيارات السياسية التي تفرض حجاباً على عقل المسؤول وأكثرهم يرتدي البرقع لتأكيد طاعته لولاة أمره .
 
 
في العودة الى النائب السيّد نواف الموسوي الذي يعتبره البعض غير مرن في السياسة لاعتباره المجلس النيابي حلبة صراع لا ساحة سلام وهذا ما كشفت عنه تجربة النائب الموسوي لدورة ونصف كما يرى هذا البعض، وما إثارة مرحلة القائد المسيحي الاستثنائي بشير الجميل بطريقة مستفزة إلاّ دلالة واضحة على تغليب الإيديلوجية على حساب السياسة وهذا ما أدان السيّد من قبل أقرانه من قبل خصومه وهذا ما وضع مستقبل السيّد النائب السياسي في كفة الإستمرار بما يسميه البعض بالأخطاء الفادحة .
 
بغض النظر عن صحة فعل النائب في موضوع كريمته أو عدم  صحته فالمجال هنا ليس للمقاضاة لإنتفاء الصفة ولكن للتوصيف نرى أن النائب الموسوي قد أعطى الجهاز المختص في الحزب فرصة إنهاء دوره في العمل النيابي دون الوقوف عند ملابسات الحادثة لأن النتائج وحدها ما تحكم على الصح والخطأ خاصة وأن حديث الحزب عن السلاح المتفلت في حادثة الجبل مازال ساخناً ولم يبرد بعد لذا ثمة مسؤولية مباشرة في إدانة الحزب لأفراده المسؤولين من قبل إدانته للآخرين على ضوء الخلافات السياسية وهذا ما لم يكن مبرراً لو ان الحزب قد غض النظر عن حادثة إطلاق النار في مخفر من مخافر السلطة .
 
لقد انقسم الجمهور المعني بين مؤيد ومخالف لإجراء الحزب بحق النائب الموسوي وثمّة تعاطف كبير مع السيد الموسوي كأب لا كنائب وهذا ما فعله حزب الله إذ قرر الميل كل الميل لصالح السياسة التي تحمي الناس و دالسيّد وتجربة كتلة الوفاء للمقاومة  .