استقالة الموسوي شأن خاص أو عقوبة على خطأ بحق الحزب الذي ينتمي إليه وذلك ليس من البطولة في شي.
 
سجل خبر استقالة النائب في كتلة الوفاء للمقاومة نواف الموسوي من مجلس النواب الحدث الأبرز على الساحة المحلية وشغل الرأي العام اللبناني خلال الساعات القليلة الماضية.
 
استقالة نائب من البرلمان حدث نادر في السياسة الداخلية اللبنانية، وقليلة جدا حالات الاستقالة من المجلس بالنظر إلى طبيعة النظام اللبناني من جهة، وبالنظر إلى تركيبة المجلس والخصوصية اللبنانية الخارجة عن السائد الدولي من جهة ثانية، بمعنى قلما يحدث أن يستقيل النائب لخلفيات سياسية او تحت ضغوط شعبية أو قضايا فساد ونحو ذلك .
 
 في لبنان يبقى النائب متمسكا بمنصبه إلى أقصى الحدود لاعتبارات شخصية وحزبية وطائفية وغيرها.
 
وتأتي استقالة النائب الموسوي لتفرض الحديث من جديد لماذا هذه الإستقالة اليوم؟ والجواب ينسجم بالدرجة مع ما أسلفنا ذكره اعتبارات شخصية وربما حزبية، وبغض النظر عن الموقف من النائب الموسوي والقضية التي ادت إلى هذه التداعيات، فإن موقف الموسوي جاء انسجاما مع قناعاته باولوية أن يكون "أبا" فيما لو لم تكن الإستقالة بطلب من حزبه، وفي كلا الحالتين فإن الاستقالة لم تكن اعتراضا على موقف أو انسجاما مع مسؤوليته كنائب عن الأمة، أو كردة  فعل على إخفاقاته في مسؤولياته تجاه الناس لا سيما من انتخبه، ولو أن الإستقالة جاءت في هذا السياق لكان النائب بطلا من الأبطال، كان رمزا من رموز الأحرار لكن استقالته تأتي لأسباب شخصية عائلية فرضت نفسها بقوة نتيجة أخطاء أو ربما تسرع، فلم تنطلق هذه الإستقالة من ضرورة الوقوف إلى جانب الناس ومعاناتهم، ولم تكن اعتراضا على ما يحصل بحق هذا الشعب، ولم تكن ضد الموازنة أو أنه رفض أن يكون شاهد زور في هذا المجلس على كل ما يحصل من انهيار مالي واقتصادي وعلى ما يحصل من فساد ونهب وتكريس السرقة في موازنة تسرق الشعب والبلد كله .
 
لذا فإن المزايدات التي انطلقت بعد الاستقالة لتجعل منه بطلا ليست في محلها، لأن النائب الذي يستقيل بشرف هو الذي يرفض ان يكون شاهد زور، وهو الذي يرفض أن يكون إلى جانب الفساد وتغطية الفساد والاعتداء على المال العام ومال الدولة ومال الشعب واستقالة الموسوي لم تكن في هذا السياق لا من قريب ولا من بعيد.
 
استقالة الموسوي شأن خاص أو عقوبة على خطأ بحق الحزب الذي ينتمي إليه وذلك ليس من البطولة في شي.