الوكلاء والأبناء والأصهرة وأزلامهم بالإضافة إلى شيوخ السلطة والوظيفة، يعتاشون على دين الفقراء وتعبهم وعرقهم
 

من مقولة الأمثال: (اسمع تفرح، جرِّب تحزن) ومن مقولة العلماء والحكماء: (ما من عامِ إلاَّ وقد خُصَّ)... لم تخل التجربة المشيخية والمرجعية من سوء التصرف بالموارد المالية المحصَّلة من الزكوات والأخماس والتبرعات والنذورات، أعتقد أن هذا لا يحتاج إلى براهين وأدلة، لأن التجربة أمامنا وهي زيادة في الأدلة والبراهين، آية الله مطهري أحد كبار منظري ومثقفي الثورة الإسلامية في إيران قد حذَّر عندما كتب عن المرجعية، من ظاهرة البذخ والإنفاق غير المشروع من بيت المال، من قِبل أبناء المراجع والمقربين إليهم، فقال: ( مما يدعو للأسف أنَّ الناس يرون بأم عيونهم ما يقوم به أمناء بعض المراجع الكبار وأحفادهم، والمقربين إليهم من حياة بذخ وفوضى وتبذير لأموال المسلمين،فهل فكَّر أحدهم في الأضرار التي تلحقها هذه الأعمال بكيان الحوزة...) هنا نضيف على كلامه العظيم،ونحن في لبنان بالتحديد، ما نراه يستدعي التوقف ملياً حول هذه الظاهرة من الوكلاء والأبناء والأصهرة وأزلامهم بالإضافة إلى شيوخ السلطة والوظيفة، يعتاشون على دين الفقراء وتعبهم وعرقهم كما تعتاش "السوسة" على ماء الحياة، كما قال "جبران خليل جبران" عندما خاطب كهنة الكنيسة، ( يسوع قال فليأكل الإنسان من تعبه وعرقه، وأنتم لماذا تأكلون من تعبنا وعرقنا..) هنا سأنقل كلاماً لأمير المؤمنين (ع) في نهج البلاغة: (طوبى للزاهدين في الدنيا،الراغبين في الآخرة،أولئك اتخذوا الأرض بساطاً،وترابها فراشاً، وماءها طيباً،والقرآن شعاراً،والدعاء دِثاراً، ثم قرضوا الدنيا قرضاً على منهاج المسيح... إنَّ داوود (ع) قام في مثل هذه الساعة من الليل فقال إنها ساعة لا يدعو فيها عبدٌ إلا استجيب له،إلا أن يكون عشَّاراً أو عريفاً أو شرطياً..)، لنقارن معاً بين كلام أمير المؤمنين (ع) وبين أحوال الشيوخ والسادة والموظفين منهم، ولنحكم بأنفسنا وبديننا وبعقولنا وبأخلاقنا..! إنَّ هذا النص وكثير من النصوص العظيمة لم نر لها أي صدى أو أثر عند هؤلاء العشَّارين والخمَّاسين والآكلين المتخمين، وحياة الترف والنعيم والبذخ والإسراف والتبذير التي يعيشونها، حتى أنهم نسوا كلام الله في كتابه العزيز: (قل لا أسألكم عليه أجراً إن أجري إلا على الله/ وقوله تعالى : قل ما سألتكم من أجرٍ فهو لكم إن أجري إلا على الله/ ومنها: وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين.... صدق الله العظيم)..

اقرا ايضا : الرؤوس اليانعة والقطاف..؟

 

 وأما العشَّار فهو الذي يأخذ ضريبة العُشر، فلا يستجاب دعاؤه كما قال عليه السلام،فكيف بالخمَّاس؟؟ الذي يأخذ الخمس من الناس؟؟ فالخمَّاس لا يستجاب له من باب أولى لأن ما يأخذه ضعف ما يأخذه العشَّار، بحسب رواية وكلام أمير الزاهدين علي بن أبي طالب عليه السلام... نسأل الله تعالى العافية والعاقبة...